كلمة رئيس الحزب الإمام الصادق المهدي في لقاء الإعلاميين 22 ديسمبر 2018م- دار الأمة

23 ديسمبر، 2018

كلمة رئيس الحزب الإمام الصادق المهدي في لقاء الإعلاميين 22 ديسمبر 2018م- دار الأمة

23 ديسمبر، 2018

أشكر ممثلي الإعلام الوطني والعربي والدولي على تغطية مناسبة العودة، كما أشكركم على تلبية دعوتنا هذه، وذلك للإجابة على أية تساؤلات حول خطاب العودة ولبيان موقفنا من الأحداث المستجدة في البلاد.
أقدم لذلك بياناً لإيجابية مواقفنا تاريخياً من دعم القضايا الوطنية بأسلوب الحزم والحكمة المجدية.
اختلف السودانيون حول المصير الوطني منذ مؤتمر الخريجين العام. بعضنا ركز على جلاء البريطانيين ليبقى السودان متحداً مع مصر. موقف حزبنا رفع شعار السودان للسودانيين والمطالبة بتقرير المصير. بعد الحرب الأطلسية الثانية قررت بريطانيا تصفية الإمبراطورية عبر خطى مرحلية. حزبنا قبل هذه التطورات وعبرها طالب بالحكم الذاتي بإقدام حاول البريطانيون تأجيله ولكنه مضى في سبيله وساعد وصوله لغاية تقرير المصير التغيير الإيجابي في الموقف المصري بعد عام 1952م. حزبنا تفاهم مع الحكومة المصرية الجديدة وفي النهاية اتفق على تقرير المصير للسودان وفي مرحلة لاحقة انحاز الحزب الوطني الاتحادي للاستقلال ورحب حزبنا بذلك ما أدى لتقرير المصير السوداني على رؤية السودان للسودانيين.
الحكم الانقلابي الأول الذي قام بتدبير عناصر حزبية رفضته مؤسسة حزبنا وفي مرحلة لاحقة دخلت معه في حوار بغية استرداد الديمقراطية ولكن ولاة الأمر رفضوا إسترداد الديمقراطية. حزبنا والقوى السياسية الأخرى اتحدوا في المعارضة والتعبئة ما أدى لانتفاضة أكتوبر 1964م. وفي المرحلة الحاسمة اتصلت بنا قيادة النظام بهدف تسوية بيننا ولكننا أكدنا أن الاتفاق يجب أن يكون قومياً مع كل ممثلي الحركة السياسية السودانية. ولكي ننقل الموقف من شعارات التعبئة للبرنامج البديل كتبنا ميثاق أكتوبر الذي أيده الآخرون وصار أساساً لانتقال السلطة نحو الديمقراطية.
انقلاب مايو 1969م رفع شعارات يسارية وعروبية واستقطب ضده قوى وطنية عريضة. حزبنا تصدى لمعارضة نظام 25 مايو وعمل على مقاومته بكل الوسائل وفي مرحلة لاحقة فتح باب الحوار فحاورناه. المصالحة الوطنية التي اتفقنا عليها معه لم تحقق مقاصدها ولكنها فتحت الطريق لانتفاضة 6 أبريل 1985م. اتحدت القوى الوطنية في معارضة النظام وتجسدت في موكب الهيئات يوم الأربعاء 3 أبريل وفي هذا الوقت اقترحنا تحويل المعارضة للإجماع على بديل واقترحنا ميثاق الانتفاضة الذي صار أساساً لاسترداد الديمقراطية.

انقلاب 1989م رفع شعارات حزبية إسلامية قسمت الجسم الإسلامي واستفزت غير المسلمين فاجمعوا على المطالبة بتقرير المصير. تصدى حزبنا لتعرية الشعارات الإسلامية الخاوية والسياسات الاقتصادية الخاطئة. حاورت النظام قوى سياسية بقيادة المرحوم جون قرنق والحركة الشعبية التي قادها. وبموجب اتفاقية سلام 2005م تمت مشاركة واسعة للنظام. نحن قبلنا الحوار مع النظام ولكن أبداً لم نشاركه. سياسات النظام أدت لانفصال الجنوب ومنذ انفصال الجنوب وانقطاع إيراد البترول أخفق النظام في احتواء الآثار الاقتصادية السالبة، ومنذ عام 2011م صار يغطي عجز الميزانية بطبع ورقي للنقود، وتدهور الإنتاج والاستثمار ما أدى للحالة الراهنة من انهيار قيمة العملة الوطنية وتردي الخدمات الاجتماعية وضيق أسباب المعيشة. إن التحركات الشعبية الحالية ضد النظام مشروعة لأنها تعبر عن رفض شعبي للنظام انتظم 28 مدينة وهذا معناه أن الشعب السوداني تحرك معبراً عن رفض النظام الظالم.
هذا التحرك السلمي مشروع بموجب دستور البلاد وبموجب الاتفاقيات الدولية التي انضم إليها، إنها مشروعة قانونياً ومبررة بدوافع انهيار الخدمات وأسباب المعيشة. ولكن النظام يتصدى لبعضها بالعنف ما أدى لسقوط 22 شهيداً حتى الآن واعتقال عشرات المواطنين، نحن نؤيد التعبير السلمي على رفض ظلم وفشل النظام. وندين القمع المسلح ونشيد بالقوى النظامية التي امتنعت عن البطش بالمواطنين، ونناشد كل القوى النظامية ألا تبطش بأهلها من جياع ومظلومين، بطش سوف يستدعي حتماً تحقيقاً وطنياً ودولياً فهناك لجنة فنية تابعة للأمم المتحدة تراقب الموقف، وقد قرر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فتح مكتب في الخرطوم لمراقبة حالة الحريات وحقوق الإنسان. وكذلك يرجى من كافة القوى الدولية الاستجابة لبوصلة صداقة الشعب السوداني المقدمة لهم.
اقتراحنا لتسيير موكب جامع يقدم مذكرة هو لكي تشترك فيه كل القوى السياسية والمدنية بأعلى ممثليها وتقدم مشروع النظام الجديد البديل ما ينقل الأمر من التلقائية إلى التخطيط، والمذكرة مبنية على مفاهيم تناولناها في أدبيات نداء السودان وسوف تكون بمثابة الميثاقين المذكورين في 21 أكتوبر 1964م و6 أبريل 1985م، وهي تحقق أمرين جديدين: الأول مشاركة واسعة للقوى السياسية والفكرية والمدنية والنقابية والأكاديمية على أعلى مستوياتها. والثاني تحديد البديل نحو سلام عادل شامل وتحول ديمقراطي كامل، وطبعاً نرحب برؤى الآخرين في هذا المجال. تقديم هذه المذكرة وما فيها من محتوى معناه أن يقبل النظام مطلب الشعب أو يواجه غضب الشعب.
ولقد قلنا ونؤكد أن النظام الحاكم أمام خيارين أن يستجيب للمطلب الشعبي ويوافق على انتقال سلمي للسلطة أو أن يرفضه ما يفتح الباب لمواجهة بين النظام والشعب، مواجهة خاسرة للنظام، وتصاعد إخفاقاته وانسداد آفاقه. إن قفل الإنترنت والمدارس والجامعات لا يجدي مع دوافع الغضب الشعبي. أمام النظام تجربة الفريق الراحل إبراهيم عبود رحمه الله وتجربة العناد المايوي، ولكن الحقيقة الكبرى أمامه هي أن ما فشل في تحقيقه في ثلاثين عاماً هو الأساس لاعتبار أن التاريخ قد قال كلمته، والعاقل من اتعظ بغيره.
ختاماً: لقد كان حزبنا دائماً حريصاً على أمرين الأول هو النهج القومي فلا مجال لانفراد حزبي، والثاني هو الحرص على تفادي الوطن العنف وسفك الدماء ما استطعنا لذلك سبيلاً. لقد كان موقف حزبنا من المصير الوطني في 1955م ومن الانقلابين السابقين حازماً وحكيماً، وهندس المخرج القومي بمعنى الثورة “الفتاشة لا النكاشة”. واليوم نحن على اعتاب انتقال جديد.
بهذه المقدمة لكم تقديم ما شئتم من الأسئلة وسوف أجيبُ عليها وقادة حزبنا بكل شفافية إن شاء الله.

شارك:

منشور له صلة

الاسبوع السياسي التعبوي

الاسبوع السياسي التعبوي

حزب الامة القومي ولاية جنوب دارفور الاسبوع السياسي التعبوي الله أكبر ولله الحمد انطلق ظهر اليوم السبت الاسبوع السياسي التعبوي لحزب الامة القومي...

قراءة المزيد