زعيم حزب الأمة القومي وإما م الأنصار، الصادق المهدي، في حوار الصراحة والمكاشفة لـ”التيار” (2-2)

4 ديسمبر، 2019

زعيم حزب الأمة القومي وإما م الأنصار، الصادق المهدي، في حوار الصراحة والمكاشفة لـ”التيار” (2-2)

4 ديسمبر، 2019

القراي طعان لعان وتعيينه خطأ.. والتعليم كله بايظ
انحياز قوات الدعم السريع للثورة يشفع لها، ولكن..
الشعب السوداني مصفح ضد الانقلابات رغم رغبة القوى المؤدلجة
المنهج المتبع في مفاوضات السلام حاليًّا غير صحيح
تكتيكات لقوى الردة لتلوين المرحلة الانتقالية واثارة الشعب
قررت التخلي عن الأعما ل التنفيذية والحزبية وطموحات الرئاسة
جملة من القضايا طرحناها استفسرنا حولها رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي، تتصل بتقييم أداء الحكومة الانتقالية خلال ما ئة يوم من عمرها، بجانب سير عملية السلام إضافة للجدل الدائر حول قوات الدعم السريع والتجاذبات داخل قوى الحرية والتغيير، وكان الرجل كعادته صريحا في إجاباته.
فإلى مضابط الحوار :
حوار: علوية مختار
بما ذا تنصح حمدوك
؟
طبعا أنا نصيحتي له، أول ما جاء زارني وأنا قلت له أن المسؤولية مسؤليتك وأن ضغوطًا ستما رس عليك وأخبرته اننا نؤيد مسؤليتك وأن أهم حاجة في المسؤولية أنك تختار الوزراء وتسائلهم ولا يمكن أن تسائل إنسان وأنت غير مسؤول في استيعابه وحيكون في ناس عايزين يضغطوا عليك تقبل زيد ولا عبيد ولا غيره وأنا تأييدي لك وتأييد حزب الأمة لك كرئيس للوزراء المفوض في اختيار الأسما ء؛ صحيح ستجد من سيضغط خاصة أن هناك من القوى التي شاركت في الثورة تريد أن يكون لها مركز سياسي في المرحلة الانتقالية، نحن في حزب الأمة كان رأيينا “لا “؛ المرحلة الانتقالية تكون لناس خبراء لأنها فترة استثنائية، لكن للأسف حديثنا لم يطبق، فعلًا هناك من استطاع أن يصعد، سواء لمجلس السيادة أو مجلس الوزراء، وفي رأيي هذا كان خطأ، لكن على أي حال توازن القوى داخل الحرية والتغيير أدى إلى هذا، لأنه في النهاية أصبح هناك تصويت غلب بعض المحاصصة، صحيح في ناس دخلو بالمحاصصة يمكن ينسبوا لحزب الأمة ولكن هؤلاء دخلوا ليس لأننا طالبنا بذلك ولكن رغم “أنِفْنا”.
هناك حديث أن قوى معينة تسيطر على قوى الحرية والتغيير وتمسك بالدفة؟
في رأيي هذا غير صحيح، هناك من يتهم الحزب الشيوعي مثلًا بذلك والحزب الشيوعي يعلن أنه معارض وهناك من يتهم الشفيع خضر بأنه مهندس المسألة دي؛ الشفيع خضر إنسان مثقف وواعي وله آرائه ولكن لا أعتقد أن ما يفعله حمدوك ينسب للشفيع خضر بهذه البساطة.
صحيح في بعض الجهات لديها تصريحات تدل على انها كأنما هي مسيطرة وكأنما هي متسلقة على الثورة، ولكن انا أعتقد ربما يكون صحيح أن بعض القوى المؤدجلة بتعمل تصريحات وأنشطة وأشياء من هذا النوع لتصنع لنفسها شعبية غير موجود، ولذلك لا أوافق أن هناك جهه معينة مسيطرة.
صحيح هناك تزاحم حول الأوضاع ولكن أؤكد مرة أخرى؛ طبعا للأسف جما عة الردة لأنهم عايزين يثيروا الشعب ضد الحكومة يشيروا لرموز معينة رموز الشيوعيين والجمهوريين؛ يعتقدوا إنها تعمل إثارة وسط الشعب وأعتقد دي تكتيكات الردة في محاولة لتلوين الفترة الانتقالية بصورة تسهل معارضتها وإثارة الشعب ضدها.
بالحديث عن الرموز هناك جدل حول تعيين القراي مديرًا للمناهج كيف ترى الخطوة؟
القراي؛ طبعًا تعيين القراي خطأ ونحن عبرنا عن ذلك بصورة واضحة، ونعتقد الخطأ ليس فقط في أنه يمثل تيار معين؛ ولكن لأنه إنسان “طعان لعَّان”؛ ليست هناك جهه سياسية لم يصِبها بالطعن واللعن، وكذلك لا يمكن تناول مسألة المناهج بصورة فردية وهذا خطأ كبير جدًّا، ونحن نسعى الآن لعقد مؤتمر قومي للتعليم؛ التعليم كلوا بايظ، حتى تعليم الخلاوي؛ فكله محتاج لمراجعة عبر عقد مؤتمر قومي للتعليم، تصرفات القراي في المناهج خطأ وهو الشخص الخطأ.
حزب الأمة طيلة الفترة الما ضية سجل حزمة اعتراضات منذ تكوين الحكومة هل يعني أنه مكون ضعيف داخل الحرية والتغيير وغير مؤثر برغم أنه حزب رائد؟ كما أن هناك من يتحدث عن شلليات داخل الحرية والتغيير هل ذلك صحيح؟
قوى الحرية والتغيير مشتركة، صحيح هناك شلليات تعمل داخل قوى الحرية والتغيير؛ وصحيح أن هناك إحساس لدى حزب الأمة أن دوره مهضوم؛ ولكن على كل حال هذه مرحلة انتقالية في رأيي ومعقدة ونحن سنرى كيفية التأثير الإيجابي عليها لكن نعتبرها أصلا هي فترة مؤقته، والثورة لا تكتمل إلا عبر عقد انتخابات حرة وهي المرحلة الثالثة من الثورة.
المرحلة الحالية ستظل فيها هشاشة ومناكفة ولكن مع ذلك لابد من قبول استمرارها لأنها من تقود لمرحلة الانتخابات.
هل تعتقد أن الأرضية لا زالت ممهدة لحدوث انقلاب في أي لحظة؟
عموما القوى السياسية المؤدجلة أشواقها للانقلاب، لأنها تعلم أن ليس لديها طريق للسلطة عبر الانتخابات ولذلك عموما العناصر المؤدجلة في رأيي أشواقها نحو الانقلاب ولكن أنا شخصيًّا بعتقد أن الشعب السوداني مصفح ضد الانقلابات بحيث أن أي حركة انقلابية ستؤدي لموقف يكرر الموقف الشعبي الموحد ضدها.
أعتقد أن الخيارات ثلاث؛ انقلابات في حال الأوضاع تذهب إلى طريق مسدود ممكن ناس تفكر فيه، أو الفوضى وهي واردة، ونحن نقول اذا الأمور تعثرت نقفذ إلى الأما م أي نحو الانتخابات العامة الحرة، صحيح نحن لانريد كما يفتكر البعض إقامة انتخابات الأن؛ ولكن نقول الانتخابات كإجراء استثنائي في حال الوصول لطريق مسدود.
ما هي معالم ذلك الطريق المسدود؟
الشعور بأن الفترة الانتقالية وصلت درجة من العجز.
ما هي ملامح ذلك العجز؟
مقاييس النجاح من عدمه ثلاثة أشياء السلام الاقتصاد والأمن، إذا بدى أن هذه الأشياء الثلاثة فيها اخفاق وغير وارد فيها العلاج فهذا في رأيي طريق مسدود.
على ذكر السلام مضت نصف الفترة التي حددت في الوثيقة الدستورية لإنجاز السلام ولايوجد على الأرض ما يؤشر لتحقيقه خلال النصف الاخير.. ما تعليقك؟

نحن لدينا نقد أساسًا للطريقة التي تم بها التصرف في ملف السلام وكتبنا ذلك لكل الأطراف ونعتقد أن الطريقة التي تمت خطأ، تناول السلام بصورة مبتسرة وجزئية غير صحيح، وتناول السلام بالدمج ما بين المسائل الإجرائية والسياسية خطأ، وتناول السلام كأن المعني به القوى المسلحة فقط أيضا خطأ، وكذلك تناول السلام كانه تحت رعاية دولة معينة خطأ، لذلك كتبنا لضرورة تناول السلام بطريقة منهجية مختلفة.
ما هي معالم تلك الطريقة؟
أولًا اعتبار أن من مهمة القوى المسلحة الضرورية المشاركة معًا في المسائل الإجرائية كوقف العدائيات وإطلاق سراح المعتقلين والأسرى وتيسير الإغاثات الإنسائية والدمج والمشاركة بالنسبة للقوى المسلحة كل المسائل الإجرائية هذه يتفق عليها وتشترك فيها كل القوى المقاومة وهذه يمكن أن يتم الحوار حولها خارج البلاد.
أما المرحلة الثانية ينبغي أن تكون المرحلة الثانية قومية تشترك فيها القوى المسلحة والسياسيون والنازحون واللاجئون وغيرهم وهذه لابد أن تكون بداخل البلاد لتضع المعالم الأساسية لما هية الأسباب التي أدت للحرب لكي تخاطبها، المرحلة الثالثة تختص بالاتفاق الخاص بالسلام ويكون فصل مهم من فصول الدستور ويكون في إطار المؤتمر القومي للدستور لأنه لا معنى لاتفاقية سلام لا تكون جزء من الدستور ولا معنى لدستور غير معني بالأسباب التي أدت لإزالة الحرب.
افهم من ذلك أن المنهج المتبع حاليًّا لن يحقق السلام؟
المنهاج المتبع غير صحيح ونحن اقترحنا المنهاج الصحيح.
مقاطعة.. يعني لن يحدث سلام حال الاستمرار فيه؟
أنا في رأيي المطلوب مراجعة ما يحدث بالصور التي أوضحناها نحن للجميع حتى يتفق عليها لأنه ليس موضوعا حزبيا؛ ولكنه رأي للمصلحة القومية.
عند الحديث عن قوات الدعم السريع كان لديك رأي سالب تجاهها وبسبب انتقادك لها قضيت شهرًا في الحبس، كيف تنظر لتلك القوات وقائدها حميدتي الذي أصبح جزءًا من الفترة الانتقالية؟
الحكم على أي عمل يتطلب النظر في واقع الحال، أنا عندما انتقدت موقف الدعم السريع كان ذلك في ما يو 2014م؛ منذ ذلك الحين وأنا قضيت حول ما قلته للدعم السريع شهرًا في الحبس، منذ ذلك الحين الدعم السريع عمل إجراءات مصالحات مع قبائل وإجراءات أخرى عملت على إعادة تعريف لنفسه.
ثانيًّا الإجراء المهم موقف الدعم السريع من خلع البشير؛ وحسب رأيي البشيراتخذه حماية له وحماه أن لا يكون جزءا من الجيش ولحمايته، لأنه كان ينظر له كحماية من الشعب ومن الجيش، هذه القوة التي كان يمكن أن تقوم بهذا الدور لو قامت به لما أمكن اقتلاع البشير، ولما وصلت الثورة إلى ما وصلت له، وأعتقد تغيير موقف الدعم السريع واتخاذه موقفا إيجابيا نحو الثورة يشفع له في تقييم آخر وتقييم جديد، والقوى السياسية المعنية عليها أن تدرك أنها تتعامل مع قوى مهما كان سلوكها في الماضي؛ فسلوكها الأخير مقبول ووطني وصحيح، وهذا لا يعني نهاية المطاف؛ فنحن ننادي القوات المسلحة أن تزيل التشويه الذي أحدثه البشير بداخلها عبر اختراقها أولًا ولابد أن تزيل أي صورة يكون الدعم السريع قوة مستقلة عن الجيش وهذا لابد أن يتم بالتراضي بينهم للوصول لهذه النتيجة، فلابد أن تكون القوات المسلحة موحدة ومندمجة في هيئة أركان موحدة وفي رأينا هذا ضروري.
ونعتقد حتى يكون للجيش دوره في بناء الوطن يجب أن يكون موحد ومنضبط لذا نناشدهم اثناء الفترة الانتقالية أن يجروا الإصلاحات المطلوبة للمفاسد التي صنعها في أوساطهم نظام البشير.
لكن نحن متفقون أن الجرائم لا تسقط بالتقادم وتاريخ الدعم السريع معروف للجميع؟
نعم؛ كما قلت هناك اعتبارات سياسية؛ حتى في الشريعة إذا كان الإنسان الذي ارتكب جريمة ثم بدل موقفه قبل أن تقدر عليه؛ هذا يكون سببًا في العفو، لكن هذا طبعًا لا يعني بعد إن حدث هذا وأصبح هناك مساءلة جنائية تكون في مساءلة جنائية في المرحلة الجديدة، لكن في مرحلة الماضي “استدرك ولم يكمل الجملة”، طبعا في مشكلة ثانية لأننا حتى الآن لا نعرف بقية قائمة الـ”51” التي سمتهم الجنائية الدولية قد يكون هناك أسماء لمن قاموا بالتغيير في هذه القائمة وهذا سيسبب إشكالية لأننا كقوى سياسية وطنية في رأيي يجب أن تتعامل مع الواقع لو نحن قلنا شملنا الآن كل من كان مسؤول في عهد البشير هذا سيخلق فوضى لأن بعض المسؤولين في عهد البشير انحازوا للشعب ولايوجد شك في رأيي أن الشعب موقفه يشفع لهؤلاء بسبب الدور الذي قام به هؤلاء لصالحه لأنه لولا هذا الدور كنا حتى الآن في حالة اقتتال بل البشير سبق وأعلن أن لديه الحق في قتل الثلث ليحمي النظام.
نحن نقول أن كانوا قتلوا فقد أحيوا فلولاهم كان البشير قد قتل التلت، إذا هم أن كانوا قتلوا فهذا موضوع وارد فقد أحيوا لأنه لولا دورهم كان استمر البشير.
لكن قوات الدعم السريع متهمة الآن بفض الاعتصام؟
هذا موضوع آخرالحكم فيه يجب أن يكون بناءً على التحقيق ونحن مع التحقيق القومي المستقل.
أخيرًا.. هل لديك طموحات في الرئاسة؟
“شوفي يا أستاذة” أنا من الأشياء التي تجعلني الآن حر وأتحدث بلغة ما فيها “بلوتيكة” إني مقرر أنه لن يكون لدي في المستقبل لا دور حزبي ولا دور تنفيذي لأن لدي مهام كتيرة؛ فأنا مؤلف لدي مائة كتاب والآن بألف في كتب مهمة جدًّا، ثانيا لدي مهام دولية وإقليمية من خلال عضوية في المحافل المختلفة، وأنا مجتهد الآن جدًّا لاجتياز الفترة الانتقالية والوصول إلى الانتخابات والعمل على كتابة دستور البلاد وإنجاز السلام العادل الشامل وتكملة تأسيس الحزب وهيئة شؤون الأنصار والفصل التام بين النظام الدعوي والسياسي وافتكر لابد إنجازها بسرعة، وقراري أن أتخلى عن أي عمل تنفيذي أو حزبي للتفرغ للمهام الأخرى.

شارك:

منشور له صلة

الاسبوع السياسي التعبوي

الاسبوع السياسي التعبوي

حزب الامة القومي ولاية جنوب دارفور الاسبوع السياسي التعبوي الله أكبر ولله الحمد انطلق ظهر اليوم السبت الاسبوع السياسي التعبوي لحزب الامة القومي...

قراءة المزيد