رسالة الاثنين (الثالثة عشر) من الإمام الصادق المهدي

22 أكتوبر، 2018

رسالة الاثنين (الثالثة عشر) من الإمام الصادق المهدي

22 أكتوبر، 2018

بسم الله الرحمن الرحيم
حزب الامة القومي
دائرة الاعلام
رسالة الاثنين (الثالثة عشر)
الإمام الصادق المهدي
22 أكتوبر 2018م – لندن

أخواني وأخواتي، أبنائي وبناتي
السلام عليكم، وبعد-
أحدثكم هذا الأسبوع فيما يلي:
أولأً: في منتدى الثلاثاء قدم الحبيب محمد ساتي علي ورقة قيمة بعنوان المشهد الاجتماعي والديني في السودان والتدخلات المطلوبة. إن موقف أهل السودان مع نظام الحكم الانقلابي تصفه عبارة:
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إياك.. إياك أن تبتل بالماء.
كما قال الحبيب نهج السودانيين المسلمين وسطي كما يوجب الإسلام، ولكن الانقلابيين حولوا الشعار الإسلامي سلماً للسلطة، والسلطة فرضت عليهم مداً وجزراً في النهج، ما جعل كثيرين يرفضون “الدغمسة” ويلجأون لنهج متطرف دفعهم نحو مفاهيم ماضوية تكفيرية فصاروا داعشيين. آخرون في المقابل لا سيما من أوساط ولاة الأمر دفعهم عدم الصدق إلى التخلي عن الإسلام فمركز الاستشراق الدولي رصد حالات إلحاد بلغت 1200 في 11 جامعة خرطومية.
ثانياً: ثورة التعليم العالي لأسباب سياسية أدت لزيادة ورمية في الجامعات وخفض كبير في التعليم الفني والمهني. خريجو هذه الجامعات تخرجوا للعطالة التي بلغت فوق 50%، ومع العطالة كل أنواع الإنحراف كتعاطي المخدرات هروباً من الوعي، واقتحام البحار هروباً من الوطن.
ثالثاً: وحالة اللا سلم ولا حرب أدت إلى تكوين معسكرات نازحين بلغت ثلاثة ملايين، وفي هذه الظاهرة مضار اقتصادية واجتماعية كبيرة. هولاء المواطنون أكثر شريحة سكانية ضحية ويعانون من مشاكل اجتماعية بلا حدود.
رابعأً: عدم التوازن التنموي زاد من إفقار البوادي والأرياف، ما جعل كثيريين يلجأون للمدن لا سيما العاصمة ويعيشون معيشة عشوائية ذات سلبيات اجتماعية كبيرة.
خامساً: سياسة التمكين، وهي سياسة محسوبية لصالح الموالين وطرد غيرهم رغم الكفاءة (حتى صار هؤلاء عشرات الآلاف)؛ أدت لفساد لم يشهد السودان مثله أبداً حتى صنفت الشفافية العالمية السودان رقم 170 من 176 في سلم الفساد.
سادسا: المحمول الإثني الذي ارتبط بالحروب الأهلية في السودان أدى لتعميق الشرخ الإثني في البلاد. كما أن ترهل الحزب الحاكم جعل أفراده يتلفحون بالإنتماء القبلي لاحتلال المكانة في السلطة، وتحقيق المكاسب، فشهدت البلاد موجة عاتية للعصبيات القبلية.
سابعاً: أهم ما في الورقة أن سياسات النظام أدت لتمزيق النسيج الاجتماعي ما يتطلب تشخيص هذه الأمراض كجزء مهم من السياسات البديلة المنشودة لبناء الوطن.
ثامناً: قدمت الحبيبة سارا نقد الله الأمينة العامة محاضرة جامعة لمسألة الانتخابات وأوضحت أن هذا الشعار مطروح في وقت فيه البلاد تعاني من مشاكل كثيرة خطيرة ونادت بدعم حركة “كفاكم” الواسعة الانتشار.
نعم هنالك مجموعة 2020م تستعد لخوض تلك الانتخابات، وجماعة معارضة ترى خوضها كوسيلة تعبوية. ولكن موقفنا الذي نرجو أن يلتف حوله الآخرون هو أن مصداقية الانتخابات تتعلق بسبعة شروط هي:
– توافر الحريات وسائر حقوق الإنسان.
– أن يكون قانون الانتخابات متفقاً عليه قومياً.
– أن يكون تكوين مفوضية الانتخابات عادلاً.
– أن تلتزم أجهزة الإعلام القومية نهجاً محايداً.
– أن يؤكد الالتزام بالانضباط المالي والإداري.
– أن تتوافر مراقبة نزيهة.
– أن تزال آثار الحرب ليتمكن النازحون واللاجئون من المشاركة.
تاسعاً: منذ انفصال الجنوب في عام 2011م دخل اقتصاد السودان في حالة سقوط حر، وقررت الحكومة برنامجاً إصلاحياً ثلاثياً فشل، ثم برنامج خماسي فاشل. الآلية الجديدة من “5” مصارف وصرافات وخبراء ستدخل في مسابقة مع السوق الموازي الذي لا تستطيع ضبطه لأن عملياته تجري في الخارج، ما يعني أن سعر الدولار سوف يرتفع، ما سوف يرفع تكاليف المعيشة لأن الاقتصاد السوداني الآن معتمد على الاستيراد فـ 2,5 مليار مطلوبة لاستيراد غذاء واستيراد 50% سكر، والوقود، الاقتصاد لن يصلح إلا بإصلاح سياسي يوقف الحرب تماماً والمصاريف المرتبطة بها، وزيادة في الإنتاج للتصدير، وإنهاء ترهل الحكم الولائي بالعودة للتقسيم القديم، وإنهاء التمكين لإنهاء الفساد.
هذه المعطيات لا تجعل البلاد جاذبة للاستثمار الأجنبي والوطني فلا أحد سيستثمر في الفوضى الحالية. وكذلك التطبيع مع الأسرة الدولية فما يحدث الآن من محادثات هو لتوظيف السودان لمصالحهم لا لخدمة مصالح السودان.
هذه منظومة سياسية، اقصادية، دبلوماسية ضرورية للإصلاح الاقتصادي.
عاشراً: بصرف النظر عما سيفعل الترابيس من مكايدات أشكر الذين رحبوا بعودتي. وبصرف النظر عن ما يقول المزايدون بلا زاد، ومع تقديري للذين عفوا عن هذه الفرقات الخاسرة فإنني بعد استشارة أجهزتنا بالداخل قد قررت العودة للوطن في 19 ديسمبر 2018م إن شاء الله. التأخير سببه أننا في منتدى الوسطية نعد لمؤتمر تكامل تنموي بين شطري البحر الأحمر. كذلك لتلبية دعوة السيد ثامبو أمبيكي المحتملة. هذا التأخير سوف يتيح الفرصة للتحضير لتكوين اللجنة العليا للمؤتمر الثامن. اللجنة التي سوف تبدأ عملها بالدعوة للورشة المطلوبة لدراسة مشروع التأسيس الرابع لحزب الأمة القومي في المؤتمر العام الثامن.

وبالله التوفيق.

 

شارك:

منشور له صلة

الاسبوع السياسي التعبوي

الاسبوع السياسي التعبوي

حزب الامة القومي ولاية جنوب دارفور الاسبوع السياسي التعبوي الله أكبر ولله الحمد انطلق ظهر اليوم السبت الاسبوع السياسي التعبوي لحزب الامة القومي...

قراءة المزيد