رسالة الاثنين الأسبوعية (الحادية عشر) للإمام الصادق المهدي

8 أكتوبر، 2018

رسالة الاثنين الأسبوعية (الحادية عشر) للإمام الصادق المهدي

8 أكتوبر، 2018

بسم الله الرحمن الرحيم
حزب الأمة القومي
دائرة الاعلام
رسالة الاثنين الأسبوعية (الحادية عشر)
الإمام الصادق المهدي
8 أكتوبر 2018م – لندن

أخواني وأخواتي، أبنائي وبناتي
السلام عليكم، وبعد-
أولاً: ثلاثون عاماً إلا قليلاً مارس النظام الانقلابي السوداني اقتصاد العصا لمن عصى: أعدم 3 أبرياء في دولارات امتلكوها، وغير العملة مرتين دون أسباب موضوعية، وغطى عجز ميزانيته بطبع النقود بلا ضوابط حتى صارت الكتلة النقدية مضاعفة 5000%. ومؤخراً مارس الحظر البنكي واعتقل أموال الناس.. اقتصاد: يا تدري يا أكسر قرنك. وبعد محاولات السيطرة الفاشلة ها هو النظام يستسلم للسوق الموازي للدولار، ويعين جماعة مأذونة للإعلان اليومي عن سعر صرف للدولار في محاولة لمسابقة السوق الموازي.. هذه آلية تعويم مفلتر. وفي اليوم الأول أعلنت الآلية سعر للدولار 47,5 فقفز الموازي لـ50 وهكذا. التعويم لكي ينجح له استحقاقات أهمها: أن يكون للحكومة احتياطي من العملة لمساندة السوق، وأن تتمكن الحكومة من ضبط مصروفاتها لكيلا تسد العجز بطبع النقود، وأن يكون البنك المركزي مستقلاً حتى لا يصير آلية حكومية لطبع النقود، وأن تكون البنوك السودانية متعاملة مع البنوك العالمية لجذب مدخرات المغتربين. هذه الاستحقاقات غير متوافرة، وسوف تؤدي السياسات الجديدة لطيران سعر الدولار، وبالتالي كافة الأسعار في مشهد: “عايرة وأدوها سوط”، و”هات يا خم” تمارسه القطط البدينة، وهات يا معاناة شعبية لا تطاق.
استعداداً للاحتجاجات المتوقعة أطلق النظام بلطجية مسلحين لترهيب الشباب بسياسة “دق القراف خلي الجمل يخاف”. ولكن المعاناة سوف تدفع الناس لاحتجاجات واسعة ويتسع الخرق على الراتق.
ثانياً: على مدى الشهرين الماضيين اتصل بي بمبادرات منهم 10 أشخاص من مفاتيح النظام الذين صاروا يدركون أن الحل في السودان هو إصلاح سياسي يحقق السلام والتحول الديمقراطي، ويعتقدون أن لي دوراً مهماً في هذا المجال، لذلك يناشدوني العودة للبلاد، ولو كمعارض. ولكن في النظام ترابيس للبلاد، أعداء للحق والحقيقة، ويعتبرونني خطراً على التمكين الذي مكنهم من احتكار السلطة والمال، لذلك والوني بالخطط الكيدية. فعندما انتقدت تجاوزاتهم في شمال كردفان وطالبت باسم حزب الأمة القومي بتحقيق عادل، اتهمني هؤلاء الترابيس بأنني أعمل لإطاحة النظام بالقوة وسجلوا ضدي بلاغاً بالمادة 50 لاعتقالي. وعندما أفلحت في إبرام اتفاق مع الجبهة السودانية الثورية في باريس في أغسطس 2014م، إعلان فحواه العمل معاً لنظام جديد بوسائل خالية من العنف لسودان موحد بلا حاجة لتقرير مصير، أعلن الترابيس كيداً أن هذا الإعلان هو غطاء لاحتلال الفاشر. وعندما استطعنا هيكلة نداء السودان باعتباره تنظيماً مدنياً يحقق أهدافه بوسائل سلمية، سارع ترابيس النظام بفتح 10 بلاغات ضدي بموجب القانون الجنائي وقانون مكافحة الإرهاب. إنهم يعلمون أن حركة تحرير السودان (مني) وحركة العدل والمساواة والحركة الشعبية – شمال، حركات تحظى باعتراف دولي، وأفريقي، والحكومة نفسها تتعامل معهم وتحاورهم، وتتفق معهم، وأنني صاحب شرعية تاريخية وشرعية دستورية، وشرعية شعبية، ومعروف دائماً بالعمل للسلام والتحول الديمقراطي ونبذ العنف، حقائق يؤكدها لهم أشخاص معهم الآن.. مع ذلك اتهموا علاقتي بتلك الحركات، مع أنها مجيرة للعمل المدني ومبرأة عن أية مساهمة في أعمال مسلحة تبرر لهم هذه الاتهامات ضدي.
علاقتي بهذه الحركات لكل عاقل تصب في العمل السلمي والتوجه القومي، وهي إنجازات وطنية للسودان ولكن (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّاۚ): حاجة متكررة في التاريخ.
ثالثاً: منذ شهر كتبت لأجهزتنا في الداخل بأنني عندما خرجت في فبراير الماضي خرجت لأديس أبابا تلبية لدعوة السيد ثامبو أمبيكي. وبعدها كانت لي مهام هي: تفعيل عمل منتدى الوسطية العالمي، وتفعيل مبادرة نادي مدريد حول التطرف والإرهاب، والتعاون مع مبادرة المجلس العربي للمياه حول الأنهار المتعدية للحدود القطرية، وهيكلة نداء السودان لبيان تكوينه المدني وأهدافه السلمية والترحيب بتأييد الجبهة الثورية لهذه الأهداف، واعتبارها أن تكوينها المسلح يمثل مساراً يخصها ولا يخص نداء السودان المبرأ من أية أنشطة عسكرية.
وبعد الفراغ من هذه المهام الخمسة قلت لهم إني على استعداد للعودة للوطن، وينبغي الاستعداد لمواجهة مكايدات ترابيس النظام وذلك بتكوين آلية حقانية من المحامين لتولي قومياً مهمة الدفاع في المحاكمة المتوقعة، ونتطلع أن تكون محاكمة عادلة وعلنية لنحاكم النظام عبرها على جرائمه: الانقلاب الآثم على الديمقراطية، والإعدامات دون محاكمات عادلة، والمجازر في بورتسودان والعيلفون والخرطوم وفوق ذلك الإبادة الجماعية في دارفور، وهي جرائم موثقة.
وقبل عودتي سوف أخاطب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والترويكا والاتحاد الأوربي بل الأعضاء الخمسة في مجلس الأمن لمراقبة هذه المحاكمة.
رابعاً: وصلني خطاب من السيد ثامبو أمبيكي بتاريخ 25/9 فهمنا منه أنه يئس عن القيام بمهمة الوساطة كما حددت معالمها قرارات مجلس السلم والأمن الأفريقي، وجسدتها خريطة الطريق التي وقعنا عليها، ووقع عليها النظام ويقترح أن يجعل من حواره الآن ملحقاً لحوار الوثبة الذي انتهى في أكتوبر 2016م وأفرغت توصياته من محتواها، وكثير من أعضائه قفزوا إلى منبر جديد هو تحالف 2020م أي أنه يدعونا لوليمة على فطيسة.
وبعد التشاور بين الزملاء رددت على حضرته بأننا ملتزمون بخريطة الطريق، وهي تستوجب عقد اجتماع تمهيدي بيننا وبين النظام لتحديد مطلوبات المناخ المناسب للحوار الوطني والاتفاق على أجندة الحوار لتبحث داخل السودان. أما مائدة الفطيسة فلا، وإن أراد أن يدعونا للتشاور فمرحباً. ولتنوير الرأي العام الوطني والدولي سوف ننشر الخطابين.
خامساً: مرة أخرى أشيد بمنتدى الثلاثاء الذي تنظمه أمانة الإعلام في حزبنا، وأثمن غالياً محاضرة الحبيب محمد علي فزاري حول: الحريات الصحافية والحوار المثمر الذي أعقبها. كما أشيد بمخرجات ملتقى “لا لقهر النساء” لمواجهة الفهم الظالم لدى بعض الناس بأن التقوى تقاس بمدى البطش بالنساء، وبهذه المناسبة أدعو نساء السودان لدراسة الميثاق النسوي الذي قدمناه للاتفاق القومي حول مواده التي تنص على إزالة كافة وجوه التمييز ضد المرأة.
سادساً: نحن معجبون بإنجازات جنوب أفريقيا لا سيما اتفاقية الكوديسا لعام 1992م، ولكن نشهد الآن نكسة كبيرة إذ يشتبك زعماء البلاد في اغتيالات سياسية بلغت حتى الآن 90 اغتيالاً في عام، الاغتيالات السياسية تكثر الثارات ولا تحسم الخلافات. يرجى أن يتناول مجلس السلم والأمن الأفريقي هذا الأمر ويساعد جنوب أفريقيا للخروج من هذا المستنقع.
سابعاً: هناك حديث عن تحالف عسكري عربي، المطلوب عربياً إبرام تحالف يقضي على الفتنة الطائفية السنية الشيعية، وينهي المواجهة الخليجية، ويضع حداً للحرب في اليمن، ويعمل على إبرام معاهدة أمنية عربية/ إيرانية/ تركية، للتعايش السلمي واحترام السيادة الوطنية، والاتفاق على أمرين مهمين هما: الشروط العادلة للسلام مع إسرائيل، والمبادرة العربية لإقامة تكامل تنموي بين شاطئي البحر الأحمر، والاتفاق على نهج متوازن للعلاقات مع الدول الكبرى بلا عداء وبلا تبعية. هذا ميزان النضج العربي العادل.
ختاماً: أترحم على روح الأستاذة صديقة عبد الرحمن أوشي، رئيسة الفدرالية العالمية للاقتصاد المنزلي، رحمها الله وأحسن عزاء زوجها وأهلها وزملائها وطالباتها في جامعة الأحفاد. لقد كانت مواطنة متفوقة ومشرفة لوطنها.

وبالله التوفيق.

 

شارك:

منشور له صلة

الاسبوع السياسي التعبوي

الاسبوع السياسي التعبوي

حزب الامة القومي ولاية جنوب دارفور الاسبوع السياسي التعبوي الله أكبر ولله الحمد انطلق ظهر اليوم السبت الاسبوع السياسي التعبوي لحزب الامة القومي...

قراءة المزيد