رئيس المكتب السياسي بحزب الأمة القومي دكتور محمد المهدي حسن لـ (الجريدة):

29 نوفمبر، 2019

رئيس المكتب السياسي بحزب الأمة القومي دكتور محمد المهدي حسن لـ (الجريدة):

29 نوفمبر، 2019

* مهم جداً أن يعرف الناس من وراء حادثة فض الإعتصام

* الشعب سيظل حارساً لثورته ولن يسمح لمغامر الاطاحة بآماله

* من يفكر او يقدم على انقلاب اما مجنون أو جاهل

* مبارك الفاضل لم يدخل معنا في حوار وهو باقٍ في موقفه

* أيادِ خفية تحرك الصراعات القبلية بالشرق

* هذا أسوأ سيناريو يمكن تصوره

الأحد 24 نوفمبر 2019

لا يزال الراهن السياسي تعتريه العديد من المطبات والتعقيدات الشائكة التي قطعاً تكمن في تفاصيل ملفات عالقةأبرزها ملف السلام الذي يحتاج حسب خبراء ومراقبين الى تشريح دقيق يعالج اوجاع النازحين واللاجئينالذين طالما لم يبرحوا مكانهم داخل خيام المعسكرات على تخوم المدن واصقاع الفيافي، هذا بجانب قضايا أخرى لا تنفك من جملة التحديات التي تواجه حكومة الفترة الانتقالية التي لا تزال بين مخلقة و غير مخلقة، فغياب الاجهزة التنفيذية والتشريعية ترك الباب موارباً لضعاف النفوس لممارسة ذات النهج القديم الذي قلل من مصداقية الحكومة امام ناظريها ممن ينشدون التغيير، كل ذلك وضعناه على منضدة رئيس المكتب السياسي لحزب الامة الدكتور محمد المهدي حسن الذي بحصافته ودقة تحليلاته حاولنا معاً ان نضع النقاط على الحروف عبر المساحة التالية .

حوار: عبد الرحمن حنين

* كثر الحديث حول التأجيلات المتكررة لإنعقاد الهيئة المركزية للحزب ماهي المبررات؟

– بالفعل تقرر ان تنعقد الهيئة المركزية في دورة انعقادها الثالثة للنظر في كثير من المستجدات التي طرأت على الساحة بينها الأوضاع التي استجدت بإسقاط النظام ولنكون جزءاً من التعبئة التي انطلقت من الحزب ولمراقبة الاجهزة المنبثقة منها مثل المكتب السياسي والأمانة العامة لكن تحضيرات اللجنة العليا لم تكتمل بالصورة المطلوبة بجانب ان هناك مطالبات من بعض اعضاء الهيئة المركزية الذين ينشغلون الآن بقضية الحصاد، حيث ان عدداً من عضويتها يعملون في الزراعة سيما في ولايات كردفان ودارفور والنيل الابيض والازرق والقضارف، لهذه الأسباب وغيرها تم تأجيل إنعقاد اللجنة الى التاسع من ديسمبر القادم، وهو تأريخ يعني بالنسبة لنا ثلاث مناسبات هامة، وهي اعلان الإستقلال من داخل قبة البرلمان وإنطلاق ثورة ديسمبر المجيدة، بجانب عودةرئيس الحزب من الخارج .

* ماذا بشأن تأجيل المؤتمر العام ؟

– سيعقد قبل نهاية الفترة الإنتقالية وربما توصي اللجنة المركزية السيد رئيس الحزب بتحديد تأريخ دعوة المؤتمر العام للإنعقاد، حيث ان الدعوة للمؤتمر العام من اختصاصة، بالتشاور مع المكتب السياسي حسب الدستور .

* بمناسبة الدستور.. هناك أصوات عديدة داخل الحزب طالبت بتعديله ..تعليقك ؟

– هناك لجنة فنية تنظر في ماهية التعديلات المطلوبة على الدستور لتقدم للهيئة المركزية ان قبلتها فانها ستقدم للمؤتمر العام لإجازتها، دستور حزب الأمة ظل دوماً يخضع للتعديلات وفي كل مؤتمر حسب رؤية مؤسسات الحزب انرأت هناك ضرورة لذلك .

* الا توافقني الرأي بأن ثمة تدخلات تفصل دستور الحزب ليتواءم ورئيس الحزب ؟

– الدساتير في كل المؤسسات تحتوي على ثوابت لايطرأ عليها تعديل، لكن هناك بعض الامور ونسبة للمستجدات التي تطرأ تتطلب ان تخضع للتعديل حتى تستوعب المستجدات، فالنصوص متناهية والاحداث غير متناهية، كما يقول علماء اصول الفقه.

* الامام الصادق المهدي ظل يمنح مناصب قيادية لآل بيته كأنما يسعى الى توريث الحزب.. تعليقك؟

– حزب الأمة مؤسسة ديمقراطية يتبوأ فيها الناس المناصب عبر الإنتخاب الحر وكل من تأتي به الديمقراطية يجب ان نقبله، وان نتعامل معه بناء على التفويض الإنتخابي،  والممارسة السياسية في الحزب تكسب الفرد خبرات قد لا تتوافر له حتى في مؤسسات الدولة ،اذاً الممارسة في حد ذاتها عبارة عن تدريب متقدم في مؤسساتنا على اتخاذ القرار وإدارة الشأن العام والتعامل مع انماط من البشر منطلقاتهم مختلفة وكذلك رؤاهم ومستوياتهم التعليمية مختلفة، والتعامل مع كل هذه المتناقضات تكسب الفرد الخبرة الكافية التي يحتاج إليها اكثر من التدريب الذي يمكن ان يحصل عليه في مقاعد الدراسة ومؤسسات الدولة.

* برأيك من هو خليفة الإمام ؟

– من يختاره الناس ويجمعون عليه .

* لماذا رفضت منصب والي غرب كردفان ؟

– تم ترشيحي من قبل بعض الأحباب من ضمن مجموعة أخرى ، لم ارفض ابتداء ،الآن سيتم اختيار شخص آخر يتوافق عليه الاحباب نقدمه لتولي قيادة الولاية طالما إنها من الولايات التي بها ثقل جماهيري لحزب الامة ،لكن جرت الامور على غير ما نريد وربما تؤدي الى تعقيدات تؤزم الموقف بين مكونات الولاية وجهاتها ،اذن الامر لا يتعلق بقبولي للترشيح وإنما لهذه الأسباب التي ذكرت وهو البحث عن توافق وتراضي بعيداً عن التناحر والصراع الذي يمكن ان يعيد الأوضاع الى التأزم والإصطفاف القبلي الذي صاحب مسيرة الولاية منذ اعادتها بعد تذويب جاء ضرورة لإتفاقية السلام الشامل .

* دكتور ابراهيم الأمين سبق وان رفض ذات المنصب عندما تم ترشيحه لولاية الجزيرة ..انت تكرر ذات السيناريو.. هل قصر الفترة الإنتقالية وراء ذلك، ام ان الضائقة المالية هي السبب ؟

– الترشح للمواقع القيادية مادون المجلس السيادي ومجلس الوزراء ليس مرفوضاً ومن يشارك دون هاتين المؤسستين لا يمنع من المشاركة في مؤسسات ما بعد نهاية الفترة

الإنتقالية .

* بحسبك عضو بلجنة لم الشمل لحزب الامة أين تقف المفاوضات ؟

– حقيقة تم تكوين لجنة للنظر في ذلك برئاسة نائب رئيس الحزب اللواء فضل لله برمة ناصر وشخصي عضو فيها ضمن آخرين من قيادات الحزب ،بالفعل قطعنا شوطاً في الحوار مع التيارات المختلفة وتوصلنا لإتفاق الغى بموجبه قرار إسقاط عضوية بعضهم من المكتب السياسي، الآن نحن نسعى لإعلان عن إحتفال ضخم بمناسبة عودة كل التيارات للحزب ،بعض الأحباب الذين سبق وان كونوا أحزاباً هم الآن بصدد حلها كخطوة استباقية للعودة مجدداً ،هؤلاء شعروا بأنهم اخطأوا وما كان ينبغي لهم ان يخطو مثل

هذه الخطوة ،الآن نحن أبوابنا مفتوحة لكل من يرغب العودة، حزب الامة المتحد برئاسة الامير بابكر دقنة على مقربة من الاندماج وآخرون ايضاً على بضعة خطوات.

* ماذا بشأن عودة مبارك الفاضل وعبدالرحمن الصادق ؟

– مبارك الفاضل لم يدخل معنا في حوار وهو باق في موقفه ،نحن حسب دستور الحزب فان من يخرج من الحزب وكون له حزب آخر فانه يصبح خارج الحزب وتسقط عضويته تلقائياً ولن يعود الا اذا حل حزبه وطلب العودة هنا تنظر جهات معنية بقبول الطلب او رفضه ،اما فيم يتعلق بشأن عودة عبدالرحمن الصادق فانه وحسب قانون القوات المسلحة فانه لا يحق له العمل السياسي الا اذا تقاعد او تقدم بإستقالته ،عليه يظل عبدالرحمن الصادق الآن قائداً بقوات الشعب المسلحة.

* حزب الامة شريك في حكومة الفترة الانتقالية غير ان قوله وفعلة لم يكن بالقدر الكاف ؟

– نحن جزء من صناع الثورة التي اسقطت النظام ،الحزب دفع ثمناً باهظاً طوال سنين الحكم البائد وتمت مصادرة ممتلكاته ودوره بجانب اعتقالات طالت رموز وقياداته، الحزب

جزء من الثورة ومشارك في مؤسسات الفترة الإنتقالية داعماً وناصحاً ومصوباً وسيكون جزء من الحكومات الولائية والمجلس التشريعي وكل اللجان المتخصصة طيلة الفترة الإنتقالية.

* انتقادات عديدة طالت حكومة الفترة الإنتقالية..كيف تنظر لاداء حكومة حمدوك ؟

– أنا راضِ كل الرضاء عن اداء الحكومة والجميع يعلم الظروف التي كانت عليها البلاد في المرحلة الماضية، الحكومة وجدت كثير جداً من الازمات والتعقيدات والتحديات   مشاكل متشابكة، صفوف متراصة على البنوك والمخابز والوقود، الآن كل هذه الازمات تقريباً تم تجاوزها ،تبقت فقط أزمتي المواصلات وتصاعد الاسعار وهاتين الأزمتين معلوم اسبابها ونرى ان هناك مساعٍ حثيثة للتعامل معها بكل جدية ومسؤولية خاصة اذا علمنا ان النظام البائد كان غارقاً في الفساد ومبدداً لموارد البلاد والعباد ومتعايشاً مع الحرب وهي شماعة ظل يلوح بها للابقاء على الاوضاع المأساوية للشعب السودان لعجزه وفشله ،لذلك كانت كل جولات التفاوض تراوح مكانها دون ان تحرز اية نتيجة ،الآن الحكومة تولي ملف السلام الاهتمام الاكبر وأفردت له النصف الأول من العام الاول من الفترة الإنتقالية ووضعت ضوابط لمكافحة الفساد ومحاربة المفسدين وعلى رأسهم رموز النظام البائد وهي تجتهد لحلحلة كل المعضلات بجانب انها تضع المواطن اول بأول في الصورة بشفافية غير مسبوقة وهذا هو المهم لأن الشعب كان مغيباً تماماً عن شأنه لذلك ثار ثورته الظافرة حتى أسقط النظام .

* هل تعتقد ان هناك مناخ او مساحة للانقلاب عسكري ، بيد ان هناك من يتحدثون عنها الآن ؟

– لا ،لأن الشعب حاضراً وحارساً لثورته ولن يسمح لمغامر الاطاحة بآماله في الحياة الكريمة بعد الذي حدث فان من يفكر او يقدم على انقلاب الا مجنوناً .

* ماذا لو فشلت حكومة الفترة الانتقالية ..هل هناك بدائل ؟

– هذا اسوأ سيناريو يمكن تصوره وإن حدث ذلك فإن الاوضاع ستأخذ منحى يصعب التكهن بنتائجه، وهذا ما لا نريده لبلادنا لأن اعداء الثورة كثر لكن مؤيديها أيضاً كثر ولهم إرادة ان يدفعوها للمضي قدماً حتى تحقيق غاياتها وشعاراتها .

* كيف ترى تداعيات أزمة الشرق والصراعات القبلية هناك؟

– بالتأكيد هي احداث لا نجد لها تفسيراً ،هناك أيادٍ خفية تحرك الصراعات ،يجب ان تسعى الجهات المعنية بالامر بوضع يدها على المتآمرين وكشفهم أمام الرأي العام وابطال المخطط ،لا افهم ان الاشهر الاخيرة سالت دماء غزيرة وعزيزة بين مكونات ظلت تتعايش فيما بينها مدة طويلة دون ان تسجل مضابط الشرطة اية بلاغات كالتي حدثت في الاشهر الاخيرة ،الاحداث ظلت تتكرر بوتيرة متسارعة وترتفع معها عدد الضحايا كلما حدث تجمع سياسي او رياضي سرعان مايحدث اصطفاف قبلي تسفر عنه مواجهات عنيفة قاتلة.

* البعض يتحدث عن صراعات خفية بين المكون المدني والعسكري داخل المجلس السيادى ..كيف هي وجهة نظرك ؟

– انظر اليهما بأنهما يعملان بإنسجام عال وهو أمر مطلوب لإستقرار الفترة الإنتقالية ،خاصة ان مؤخراً تم تشكيل لجنة تنسيقية بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير وهو أيضاً امر مطلوب لمناقشة المختلف حوله بعيداً عن الاعلام، واحسب ان التناغم بين مؤسسات الفترة الإنتقالية وقوى الثورة مطلوب في حد ذاته للمضي قدماً لتحقيق شعارات الثورة وإدارة الدولة كل حسب اختصاصاته وفقاً للوثيقة الدستورية.

* هنالك هياكل تنفيذية مهمة ارتبطت بمفاوضات السلام لاتزال عالقة ،هل انت مع اكتمال التفاوض الى نهاياته ام اعلان حكومة الولايات مع استمرار التفاوض ؟

– السلام هدف سامي جداً ،وهو شعار من شعارات الثورة لذلك ندعو للإسراع بالتوصل لإتفاق سلام واسكات البندقية ومن ثم عودة حملة السلاح للداخل ومشاركتهم في تنفيذ ماتم الإتفاق عليه وهي مسألة بالغة الاهمية ،والى حين يحدث ذلك يمكن ان يرجأ المجلس التشريعي لتمكينهم من المساهمة فيه ،بالتالي اي ثمن يدفع من اجل السلام لا يعني شيئاً، لأن شبح الحرب له أضرار بالغة على الأوضاع في البلاد ،خاصةً لو علمنا ان هناك عدداً من النازحين واللاجئين لا يزالون بالمعسكرات ومايمكن ان يترتب على ذلك من مضار ،اعتقد ان أمر السلام مهم جداً وهو من الاولويات .

* حادثة فض الإعتصام فاجعة قاسية أحالت الأفراح الصاخبة الى نواح وبؤس قبل ان تصيب العالم أجمع بحالة من الذهول ..من برأيك فعل ذلك بحق الشعب السوداني ؟

– فض الإعتصام حقيقة تظل حادثة بشعة ولا يسعنا هنا الا ان نترحم على الشهداء ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى ،هذا الموضوع مهم جداً ان يعرف السودانيون الحقيقة ،لكن طالما هناك لجنة تحقيق تباشر عملها يجب ان نترك الرأي حولها الى حين صدور تقرير أعضاء اللجنة، نحن نثق فيهم تماماً ،هم من القامات القانونية والوطنية في بلادنا .

الجريدة

***

الصورة:-

* الحبيب الدكتور محمد المهدي حسن رئيس المكتب السياسي بحزب الأمة القومي والقيادي في قوى نداء السودان وقوى الحرية والتغيير.

* صحيفة الجريدة الأحد 24 نوفمبر 2019 العدد 2969 الصفحة رقم 5.

شارك:

منشور له صلة

الاسبوع السياسي التعبوي

الاسبوع السياسي التعبوي

حزب الامة القومي ولاية جنوب دارفور الاسبوع السياسي التعبوي الله أكبر ولله الحمد انطلق ظهر اليوم السبت الاسبوع السياسي التعبوي لحزب الامة القومي...

قراءة المزيد