خطيب مسجد ودنوباوي شيخ آدم: الانقاذ تعتمد اعتمادا رئيسيا على فرض الضرائب والجمارك والجبايات على المواطنين في ميزانية الدولة

11 نوفمبر، 2016

خطيب مسجد ودنوباوي شيخ آدم: الانقاذ تعتمد اعتمادا رئيسيا على فرض الضرائب والجمارك والجبايات على المواطنين في ميزانية الدولة

11 نوفمبر، 2016

بسم الله الرحمن الرحيم

 

خطبة الجمعة التي ألقاها الحبيب آدم أحمد يوسف

 

نائب الأمين العام لهيئة شئون الأنصار بمسجد الهجرة بودنوباوي

 

11  نوفمبر 2016م الموافق 10  صفر 1438هـ

 

 

الخطبة الأولى

 

 

  • الحمد لله الوالي الكريم والصلاة على حبيبنا محمد وآله مع التسليم ، قال تعالى: ) لِإِيلافِ قُرَيْشٍ *إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ *فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ *الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ ) الاطعام و الامن هما حجرا الزاوية التي يقوم عليها كيان الانسان. شاءت حكمة الله سبحانه و تعالي ان يكون هيكل الانسان من طين , مادة تحتاج للغذاء و النظافة و الرياضة و روح الانسان قبس من روح الله تحتاج للأمن و الطمأنينة و هاتان النعمتان الاطعام و الامن يحتاجهما الانسان حتى في الدار الاخرة. فكتاب الله القران ملئ بالآيات التي تتحدث عن اطعام المؤمنين في الجنه من فواكه و لحم طير وماء سلسبيل و عن اطعام المجرمين وهم في جهنم ليس لهم طعام إلا من غسلين , و الا من ضريع و سوقوا ماء حميم … وعندما خلق الله الناس جعلهم مستخلفين في الارض لعمارتها و حذرهم من عدم الافساد فيها. فعمارة الارض لا تكون الا بعمل الجماعه و الذي يحتاج الي تنظيم و جمع صف لذلك جاءت ايات كتاب الله طالبه من المؤمنين ان يكونوا صفا واحدا كالبنيان المرصوص. وذلك لانجاز المهمة التي خلقوا من اجلها و هي عبادة الله و التي تعني عمارة الارض و عدم الافساد فيها و لا يتأتى ذلك إلا اذا انتظم الناس تحت نظام او حكومة لتدار شؤون العباد. ومن هنا جاءت فلسفة الحكم عند البشرية قاطبة. ونحن امة الاسلام مطالبون بالعدل بنص ايات كتاب الله و سنه رسول الله صلي الله عليه وسلم وحذر الله و رسوله من الظلم. و الظلم في مفهوم الاسلام هو صنو الشرك و العدل صنو الايمان. و في صدر الاسلام كانت ادارة الحكم مرجعيتها صحيفة المدينه والتي كتبها رسول الله عليه وسلم ليحفظ حقوق كل الناس علي اختلاف اعراقهم و معتقداتهم. وظل العدل سمة دولة الاسلام حتى انتهي الصدر الاول. و التجربة الانسانية لا تخلو من عثرات إلا في عهد رسول الله الذي لا ينطق علي الهوى ان هو إلا وحي يوحى. ونحن اليوم في جميع الامصار و الدول الاسلامية نفتقد العدل و استوطن الظلم ديار المسلمين. يكاد المرء يقسم لا يوجد قطر واحد يُحكم اهله برضائهم. فكل ديار المسلمين اما يُتوارث فيها الحكم و اما جاء عن طريق الانقلابات العسكريه و في الحالين يظل الشعب تحت رحمة الحاكمين الذين لا يرضى عنهم. لعمري عبر التاريخ الانساني الطويل لم نقرأ ان حكاما استخفوا مواطنيهم مثل حكام الانقاذ للشعب السوداني الا فرعون الذي قال لقومه انا ربكم الاعلى فأطاعوه فأصبحوا كافرين و اهل الانقاذ يدفعون الشعب دفعا نحو الفقر الذي هو اخو الكفر فإذا اطاعهم الشعب فالنتيجة مثل التي وصل اليها قوم فرعون. وحتى لا ننسي من اقوالهم المستفزة قول كبيرهم ( البجينا مشمر بنجيه عريانين) و قول اوسطهم (الداير الحكم يلحس كوعو) و اقوال التبع الذين من بعدهما قال احد الولاة عندما شكى له مواطنيه استحالة الدراسة لأبنائهم قال لهم ( العندو تلاتة اولاد يقري اتنين و التالت يرعى الغنم) و بالأمس عندما شكي المواطنون استحالة تعليم ابنائهم قال قائل من اهل الانقاذ (الما بقدر يعلم اولادو يمشي ديوان الزكاة) وغيرها من اقوال مستفزه مثل ( الما عاجبو الحال يطلع الشارع). وفي الاسبوع المنصرم تحت قبة البرلمان , برلمانيون ووزراء توافقوا ان تكون هناك زيادات في الوقود و الدواء و الكهرباء و مهدوا للجهاز التنفيذي للحكومة ان تقر سعر الصرف للدولار بسعر السوق السوداء و الذي كان 15.800 ليصبح السعر الرسمي للحكومة. و تلقائيا اعطوا الضوء الاخضر للسوق السوداء ان تتقدم خطوات الي الامام. و نتيجة لذلك ارتفعت الاسعار لكل السلع الضرورية ارتفاعا جنونيا و خاصة الدواء و الوقود و اصبح المواطن في حيرة من امرة. ان نظام الانقاذ يعتمد اعتمادا رئيسيا علي فرض الضرائب و الجمارك و الجبايات علي المواطنين في ميزانية الدولة. وقد عطلت الدولة كل مشاريع التنمية التي كانت ترفد الخزانة العامة و توقف الانتاج كليا في المشاريع التي كانت تمثل شريان الحياة للإنتاج القومي. و حُربت قطاعات بعينها مثل السكة حديد و مشروع الجزيرة و النقل النهري و الخطوط البحرية و المخازن و المهمات و النقل الميكانيكي بزعم ان هذه المواقع هي بؤر للمعارضة. و حُلت النقابات التي كانت تمثل العاملين تمثيلا حقيقيا و أُستبدلت بنقابات صورية عبارة عن ابواق تسبح بحمد النظام و تنعق مع كل ناعق و تميل حيث تميل الريح. و أقدق المال علي محسوبي النظام ليبقى الحكام علي سدة الحكم وهم يتمتعون بلذيذ العيش وطيب المسكن و مجانية العلاج و التعليم لأبنائهم داخل و خارج البلاد. ان سدنة النظام يعيشون حياة ترف و نعيم في الوقت الذي يعيش فيه اكثر من 90% من الشعب السوداني تحت خط الفقر. فقد اصبحت ظاهرة المحتاجين شيء مألوف في الطرقات و المساجد و الكنائس و الاسواق و الذين تحسبهم اغنياء من التعفف لا يعلمهم الا الله. و الحقيقة هي ان أي مواطن غير مؤتمر وطني أُفقر حتى كبار التجار حُربوا بالضرائب الباهظة و الجمارك المعجزة و الجبايات التي لا يطيقونها حتى اغلقت مصانع و اماكن تجاريه و مزارع و مراعي و غيرها من ابواب الرزق لدي كثير من المواطنين و ثلاثة الاثافي الزيادات الاخيرة التي ارهقت كاهل المواطن وكل هذا و كأنما علي رؤوس المواطنين الطير.

الحديث قال صلي الله عليه وسلم ( اللهم من ولي من امر امتي شيئا فشق عليهم فشقق عليه ومن ولي من امر امتي شيئا فرفق بهم فرفق به) او كما قال

 

الخطبة الثانية

في العهد الديمقراطي الذي انقلب عليه نظام الانقاذ كان نواب الشعب يُنتخبون من قبل القواعد انتخابا حرا مباشرا و كانت المنافسة شريفة و شفافة لذلك كان النائب يمثل ضمير الشعب و ينطق باسمه ولكن اليوم النواب يُجاء بهم الي البرلمان عبر اساليب ملتوية و غير ديمقراطية لذلك هم ادوات للجهاز التنفيذي الذي اوصلهم الي قبة البرلمان اقول ذلك و في الاسبوع المنصرم برلمانيون ووزراء يطالبون برفع الدعم عن القمح و الدواء. و الخبر يقول :- حرض وزراء و نواب برلمانيون الحكومة علي رفع الدعم من الوقود و القمح و الدواء بشكل نهائي و اعتبروا ان الدعم شوه الاقتصاد السوداني و حول المواطن لمستهلك ينتظر دعم الحكومة و طالبوا باخراج الموظفين من دائرة المدعومين. وفي المقابل كل الدستورين و النافذين في النظام يعيشون حياة الملوك علاجهم و تعليم ابنائهم و سفرهم في الاجازات و الترفية كل هذا علي حساب الحكومة. و الاعلام و وسائط التواصل الاجتماعي تنقل لنا اخبار و صور لممتلكاتهم العقارية و مزارعهم الفارة داخل البلاد و خارجها. لا يوجد مسئول نافذ الا و يمتلك مزارع  و فلل و قصور و اذا سئل احدهم من اين لك هذا يقول (لقد بعت حواشة ابوي)  اللهم ارحم الاستاذ الطيب صالح الذي تسأل من هؤلاء ؟! ومن اين اتوا ؟! ونحن اليوم نتساءل من هؤلاء ؟؟؟!!! و الي متي يبقوا ؟؟؟!!! لقد اصبحت حياة الناس جحيم لا يطاق المواطنون عاجزون عن تعليم ابنائهم و عاجزون عن الاستشفاء في المستشفيات الخاصة و المستشفيات الحكومية اغلقت جميعها و يكاد المرء يقسم ان غالبية الاسر السودانية اصبحت تعتمد علي وجبة واحدة رئيسية تفتقد العناصر الاساسية للغذاء لذا اصيب كثير من المواطنون بسوء التغذية و امراض الجوع و تفشت عادات  غريبة علي مجتمعاتنا المحافظه وذلك بسبب تضيق النظام علي المواطنين في سبل كسب عيشهم. لقد فصلوا الموظفين و العمال و العسكريين باسم الصالح العام ولاحقوا اصحاب المهن الهامشية ولم ينجنً ستات الشاي و اصحاب الدرداقات و حاربوا الشباب الذين لم ينتظموا في حزب المؤتمر الوطني فأصبحت الوظائف حصرا علي كوادر المؤتمر الوطني لذلك هاجر غالبية الشباب بحثا عن مستقبلهم فكان بعضهم طعمه لسمك القرش في مياه الاطلسي او الابيض المتوسط وهم متيممين شطر اوربا او امريكا التان اصبحتا قبلة الشباب من الجنسين و ما تبقي من شبابنا اصابهم اليأس فانحرف البعض منهم وساء سلوكهم و نقلت لنا الصحافه اخبارا يندي لها الجبين و تقشعر لها الابدان و ترتجف لها القلوب حيث جاءت عناوين رئيسية في الصحف اليومية ان المخدرات اصبحت في متناول ايادي طلاب المدارس في المراحل الصغري و في الجامعات ولأول مرة في تاريخ بلادنا ان دارا للقطاء بأحدي احياء العاصمة المثلثة تستقبل تلك الدار الف لقيط و لقيطة كل عام علي حد ما ذكر المسئولون  وهكذا اصيب القوم في اخلاقهم و قديما قال الحكيم:

اذا اصيب القوم في أخلاقهم * فأقم عليهم مأتما وعويلا

انتهى سباق الانتخابات الأمريكية بفوز المرشح الجمهوري رونالد ترامب المجاهر بعدائه للعرب والمسلمين والأقليات ونقول إذا كانت إدارة أوباما التي تعتبر معتدلة ومتسامحة والتي أجلت القوات الأمريكية من أفغانستان والعراق وتصالحه مع الملف النووي الإيراني ومع هذا كله كانت محاصرة السودان وفرضت عليه عقوبات فكيف حال السودان بهذه الإدارة الجديدة والتي توعدت قبل مجيئها نقول لأهل النظام الخلاص في تجمع الصف الوطني والحل هو حكومة ديمقراطية يشرك فيه كل الفرقاء لمواجهة التحديات العالمية. أما على صعيد الأسرة الدولية فليستعد العالم لحرب عالمية ثالثة.

أيها الأحباب

يدعي النظام كفل الحريات ولكنه يسقط في أول امتحان. النظام لا يطيق تجمعات العشرات من خصومه فكيف ينازل الأحزاب في انتخابات فيها سباق حر وشفاف وكيف يرتضي المنافسة بينه وبين أصحاب الأغلبية التي لا تخطئها العين نقول ذلك وقد الغي النظام حفل تأبين للراحل المقيم الباحث الأديب الأستاذ مكي أبو قرجة والذي كان أن يقام يوم أمس الخميس واليوم الجمعة بجامعة الأحفاد. وبهذا يكون النظام قد أكد للجميع أنه لا يحتمل الرأي الآخر.

أيها الأحباب

في إطار نشاط كوادر الكيان الفكري والدعوي أصدر الحبيب د. عبد الرحمن الغالي كتاباً تحت عنوان “المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدرويش” وقد دُشن الكتاب من قبل في الشقيقة مصر حيث أمَّ حفل التدشين لفيف من الكتّاب والمثقفين السودانيين والمصريين وسيُدشن ذات الكتاب يوم غدٍ السبت بمقر اتحاد المصارف السوداني بالخرطوم في تمام الساعة 12:00 ظهراً والدعوة عامة.

اللهم أهدنا واهدي أبناءنا وبناتنا وارحمنا وارحم اباءنا وأمهاتنا وجنب بلادنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن.

شارك:

منشور له صلة

الاسبوع السياسي التعبوي

الاسبوع السياسي التعبوي

حزب الامة القومي ولاية جنوب دارفور الاسبوع السياسي التعبوي الله أكبر ولله الحمد انطلق ظهر اليوم السبت الاسبوع السياسي التعبوي لحزب الامة القومي...

قراءة المزيد