خطبة الجمعة 22 شوال 1439هـ الموافق 6 يوليو 2018 التي ألقاها الحبيب آدم أحمد يوسف نائب الأمين العام لهيئة شئون الأنصار بمسجد الهجرة بودنوباوي

7 يوليو، 2018

خطبة الجمعة 22 شوال 1439هـ الموافق 6 يوليو 2018 التي ألقاها الحبيب آدم أحمد يوسف نائب الأمين العام لهيئة شئون الأنصار بمسجد الهجرة بودنوباوي

7 يوليو، 2018

بسم الله الرحمن الرحيم

الخطبة الأولى

الحمد لله الوالي الكريم والصلاة على حبيبنا محمد وآلة مع التسليم.
قال تعالي: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ۚ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) لقد بدأ الصراع بين الحق والباطل منذ فجر الإنسانية. فكان ابليس عليه لعنة الله يمثل معسكر الشر والذي كان يترصد ادم وزوجة حواء حتى نجح في اخراجهما من الجنة قال تعالي (فوسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ) وقال تعالي (فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ) وبعد ان نجح ابليس في مهمته واخرج ادم وحواء من الجنة واستقروا في الأرض شاءت حكمة الله ان يُعمر كوكب الأرض علي يد سلالة ادم عليه السلام فبعث الله فيهم الأنبياء والمرسلين لإصلاح شأن العباد. وامتحن الله كل مصلح في الأرض بعدو من شياطين الانس والجن يوحي بعضهم لبعض زخرف القول غرورا. لقد امتحن الله موسي بفرعون وإبراهيم من قبل بالنمروز بن كنعان. وسلط سفهاء الطائف غلمانهم وخدمهم علي رسول الله فعفروه بالتراب وحصبوه بالحجارة حتى أدمي ساقة الشريف. وكان أبو جهل يؤذي رسول الله وكذا عقبة ابن ابي معيط. فسير الأنبياء والمصلحين حافلة بالابتلاءات والامتحانات والاختبارات. والمهدية وُلدت في رحم المعاناة. فالإمام المهدي منذ ان اعلنها مهدية لم ينم له طرف حتى لاقي ربه وكان عليه السلام يتضرع لله رب الانام في ساعتي الإجابة بعد صلاة الفجر وقبل طلوع الشمس وبعد صلاة العصر وقبل غروب الشمس كان ضمن ما يتلو قوله سبحانه وتعالي (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) بعد ان يفرغ من تلاوة هذه الآيات يتبعها بقولة (اللهم اجعلنا من العارفين لحسن قدرك الصابرين عليه رجاء لوعدك ورغبة في الصلوات والرحمة مع هدايتك. واجعلنا ممن اثر المسكنة لحسن الوعد الدائم عندك ولا تجعلنا ممن اثر الشؤون الفانية مع ذمك والشهوات الزائلة مع تبعديها عنك. واجعلنا ممن أثر التقوى والوفاق والصبر على الشدائد والمشاق رغبة في دوام القرب والتلاق وقوٍّ نورنا ليهون علينا ذلك. وأجعل لنا قوة منك على تحمل ما يرضيك والقيام به رغبة فيما عندك يا قادر يا كريم يا رزاق). والامام عبد الرحمن المهدي باعث المهدية في مرحلتها الثانية قاسا ضنك الحياة منذ نعومة اظفاره. فكانت سيرة اسرة الامام المهدي عقب كرري والشكابة وام دبيكرات كانت حزينة وكئيبة فقد حرموا ابسط مقومات الحياة اكل العيش وشرب الماء. وحصروا في زريبة من الشوك لعدة شهور وكان عبد الرحمن ابن الثلاثة عشر ربيعا هو الوحيد بين السيدات من نساء وبنات المهدي والخلفاء. أيها الاحباب ان منفستو حياة المؤمن ينبغي ان تتصدره الآية الكريمة (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ) وقولة (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ). على المرء المؤمن ان يضع الآيتين نصب عينية ليعلم ان الحياة الدنيا تكتنفها المخاطر. أيها الاحباب نقول ذلك والاعلام في الأسبوع المنصرم ينقل لنا خبر منع السلطات المصرية دخول الحبيب الامام الصادق المهدي الي أراضيها.

إزاء هذا نقول: –
الحبيب الامام الصادق المهدي أحد المصلحين في زماننا هذا تشهد له بذلك مواقفه واعماله في اصلاح شأن الإنسانية جمعاء. فهو من الذين نظروا وكتبوا ودافعوا من اجل حقوق الانسان وهو الذي بذل كل غالي ونفيس حتى جاد بروحة من اجل إرساء دعائم الاستقرار والسلام والحرية وكرامة الانسان في وطننا الحبيب. ويعتبر من حماة الديمقراطية والحكم الرشيد ليس ذلك نظريا وانما عمليا لدورتين في حكمة للبلاد فكان خير نموذجا للحاكم العادل الذي يحترم رأي مخالفيه من المعارضين. وكان هو صاحب فكرة حكومة كل البرلمان يعني اشراك كل النواب الذين نالوا ثقة مواطنيهم وذلك لتقريب الشقة بين الفرقاء. وهو صاحب الحكمة الذي قرب بين المتحاربين ومهد لخارطة طريق تكون أساسا لإصلاح ذات البين بين النظام الحاكم والذين حملوا السلاح. الحبيب الامام الصادق المهدي يعتبر من حكماء افريقيا والمنطقة العربية والإسلامية فهو بمثابة قاسم مشترك بين كل المتشاجرين وهو الذي يجتهد لإبراز دور الإسلام وحمايته من الذين خطفوا الشعار الإسلامي وعملوا ضده فصوروا للناس ان الإسلام مهدد للسلم والامن الدوليين. وهو حامل الفكر الوسط المتسامح مع الاخر الملي والدولي وكذلك هو صاحب التقريب بين المذاهب وخاصه بين السنة والشيعة. وقد ساهم في كل المحافل الدولية والإقليمية بأفكار مستنيرة لو اُخذ بها خاصة في منطقتنا الإسلامية والعربية لما كان الذي نعيشه اليوم من حروب بين المسلمين. ولقد أصبح الحبيب الامام رقما دوليا تعرفة مراكز العلم ومنتديات العلماء المحققين وقد اختاره معهد الدراسات الموضوعية بالهند ضمن أعظم مئة شخصية من قادة المسلمين في القرن العشرين. كما هو أحد أعضاء نادي مدريد والذي لا تكون عضويته الا لرئيس دولة منتخب ويحمل فكرا ليساعد في حل مشاكل العالم اجمع. وكذلك عضو في العديد من المنتديات الإقليمية مثل المياه وغيرها وهو إضافة حقيقية في كل محفل او مؤتمر فما يقدمه يعتبر بوصله توجه النشاط. وقد كُرم في عدة مرات بين الذين يعرفون قدر الرجال. رجل بهذه القامة ما كان لقومه ان يضيقوا عليه حتى يخرج مهاجرا لا لدنيا يصبها او تجارة يخشى كسادها او استشفاء من داء عضال. ولكن ليجد المناخ المعافى من الملاحقات والترصد حتى يتسنى له حل المشكلة في بلادة ليعيش شعبة في حرية وحكم رشيد وحقوق متساوية. خرج الحبيب قاصدا مصر دون سواها من الأقطار لمشتركات بيننا وكنا نظن ان مصر كما كانت في عهد يوسف عليه السلام الذي قال لإخوته (ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ) ولكن مصر اليوم لسان حالها يقول (وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ * فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ۖ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) والله نسأل ان يكون حال الحبيب الامام حال موسي الكليم الذي توجه تلقاء مدين. وتعلمنا منه ان نحترم خصوصية الدول. ولكنا نقول لشعوبنا في المنطقة كلها عليكم بالديمقراطية فهي الاليه الوحيدة في عصرنا هذا لضمان تداول السلطة سلميا واحترام حقوق الانسان والمساوة في الحقوق. وهي التي تحمي الشعوب من تسلط الدكتاتورين. والحبيب الامام كالشمس أينما اشرقت أضاءت واستفاد الناس من ضوئها وسر الحياة فيها. وهو كالغيث أينما نزل كان خيرا وبركة. (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
الخطبة الثانية
لقد مضي من عمر الإنقاذ ثلاثة عقود الا عام واحدا. وبلغة التجار عليهم ان يجردوا حسابهم هل ربحوا ام خسروا؟ وبلغة السياسة هل نجحوا ام فشلوا؟ وبلغة الرياضة هل فازوا ام هُزموا؟ الحقيقة التي لا جدل فيها خسروا وفشلوا وهُزموا.
جاءوا في 30 يونيو من العام 1989م وكان السودان رقما في كل المحافل الدولية. سياسيا كان القطر الوحيد في المنطقة العربية يحكم ديمقراطيا بعد ثورة شعبية شارك فيها كل ألوان الطيف السياسي السوداني وكانت النتيجة ديمقراطية كاملة الدسم. وكانت المنافسة حرة ونزيهة حتى ان الحزب الذي انقلب على الديمقراطية كان مشاركا في الانتخابات ونال المرتبة الثلاثة. وافريقيا لم تشارك السودان الديمقراطية الا دولة او دولتين فقط. فكان حقا قطرا ديمقراطيا في المنطقة كلها. واقتصاديا كان السودان حاضرا في كل الأسواق العالمية والإقليمية وكانت منتجات السودان هي التي تتصدر قائمة البورصة العالمية وبدأ معدل النمو يزداد يوما بعد يوم. ودبلوماسيا كان السودان ممثلا في كل مؤسسات الاسرة الدولية ولم يلاحق او يطارد أحدا من رموز الدولة بل كانت الدبلوماسية السودانية سيدة الموقف عربيا وافريقيا وعالميا وكان الجواز السوداني مفخرة وشرف في كل المطارات والموانئ العالمية. واجتماعيا كان السوداني كالمعدن النفيس او العملة الصعبة يجد طريقة الي قلب كل انسان هكذا كنا قبل انقلاب الإنقاذ. واليوم تقني لعز فر من يدنا فهل يعود لنا ماض نناجيه؟ الحقيقة التي لا يختلف حولها اثنان حتى منسوبي النظام او من هم على سدة الحكم ان الوضع في بلادنا في اسواء حالاته وظللنا طيلة ال 29 عاما الماضية كل عام نرذل والبلاد تسير الي الوراء. عليه نقول للقائمين على الامر لا تأخذكم العزة بالإثم والرجوع الي الحق فضيلة قال عمر بن الخطاب لابي موسي الاشعري (لا يمنعنك قضاء قضيته أمس فراجعت فيه نفسك وهديت الي رشدك ان ترجع الي الحق فمراجعة الحق خير من التمادي في الباطل) عليه الرجوع الي الحق فضيلة. والرجوع الي الحق في هذا المجال هو الاعتراف بالفشل وارجاع الحق الي اهله. واهل الحق هم الشعب السوداني عبر احزابه ومؤسسات منظمات مجتمعة المدني والسبيل الي ذلك هي حكومة قومية يتراضى عليه الجميع لا تعزلوا أحدا ولا يسيطر عليها أحد. والله نسأل ان يهي لنا من امرنا رشدا. قال تعالي (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) أيها الاحباب رحل عن دنيانا الفانية الحبيب الراحل المقيم فضل السيد نعيم عبد الكريم. فقد كان الفقيد انصاريا مظهرا ومخبرا كان تقيا كان وفيا كريما جوادا معطاء مثل الغيث عمل في هيئة شؤون الأنصار مقررا للمكتب التنفيذي عقدا من الزمان كان قمة في اتقان عملة واخلاصه واحترام مواعيده كان محبا لوطنه حتى سقط شهيدا وهو في ندوة يدافع عن حقوق شعبة المظلوم. الراحل المقيم فضل السيد نعيم كان امة كان من الموطئين اكنافا الذين يألفون ويؤلفون كان دائما متبسم وتبسمك في وجه اخيك صدقة فكان فضل السيد ينال هذه الصدقات كل لحظة يقابل فيها انسان. نسأل الله سبحانه وتعالي ان يرحمه رحمة واسعة وان ينزل على قبرة شآبيب الرحمة.
اللهم ارحمنا وارحم اباءنا وامهاتنا واهدنا واهدي بناءنا وبناتنا وجنب بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.

شارك:

منشور له صلة

الاسبوع السياسي التعبوي

الاسبوع السياسي التعبوي

حزب الامة القومي ولاية جنوب دارفور الاسبوع السياسي التعبوي الله أكبر ولله الحمد انطلق ظهر اليوم السبت الاسبوع السياسي التعبوي لحزب الامة القومي...

قراءة المزيد