خطبة الجمعة بودنوباوي التي ألقاها الحبيب: محمد الحوار محمد أمين الدعوة والإرشاد بهيئة شؤون الأنصار/2018/12/28

28 ديسمبر، 2018

خطبة الجمعة بودنوباوي التي ألقاها الحبيب: محمد الحوار محمد أمين الدعوة والإرشاد بهيئة شؤون الأنصار/2018/12/28

28 ديسمبر، 2018

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله المنتقم القهار العزيز الجبار، القائل “،(الكبرياء لي وحدي من شاركني فيه قصمته )
والصلاة والسلام علي النبي المختارالقائل (أفضل الجهادكلمة حق عندسلطان جائر ).
قال تعالي ( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ )
أحبابي في الله : لقدحفلت نصوص القرآن والسنة بشن هجوم عنيف علي الظلم والظالمين،وحثت المظلوم ليسترد حقه ولايستكين. فالإسلام دين يرفض النفسية
المستكينة الذليلة،بل ويعتبرها مدينة آثمة، قال تعالي: ( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ) وأكثرمن ذالك إننانجدفي القرآن الكريم أن السكوت على الظلم والتهاون فيه، يوجب العذاب علي الأمة كلها: الظالم والساكت عنه. قال تعالي (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )وفي سياق ذم القرآن للأقوام والشعوب التي أطاعت الطغاة وسارت في ركابهم؛ نجد قوله تعالي في قوم نوح ذما وتوبيخا لهم ( وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا)–وعن قوم هود( وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ) حيث عتبرالقرآن سير المظلوم في ركاب الظالم واستكانته له ممايقتضي الذم، والتوبيخ. لقد اعتبر القرآن مجرد الركون والميل النفسي إلي الظالمين موجبالعذاب الله( وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ )ويشتد نكير القرآن علي الذين يقبلون بالضيم ويرضون بالإقامة في أرضٍ يهانون فيهاويٌظلمون ولديهم القدرة علي الهجرة منهاقال تعالي: ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) . والسنة النبوية حثت علي مقاومة الفساد والظلم
وجعلت ذلك بمنزلة الجهاد؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم حين سئل عن أفضل الجهاد؟ قال” أفضل الجهاد كلمة حق عندسلطان جائر )وذلك لأن فساد وطغيان واستبداد الداخل هو الذي يمهدالسبيل لعدوان الخارج؛ بل اعتبرت السنة الموت في مقاومة الظلم من أعلى أنواع الشهادة في سبيل الله،حيث قال صل الله عليه وسلم(سيد الشهداء حمزة ثم رجل قام إلي إمام جائر فأمره ونهاه فقتله )والحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يغرس في نفس المسلم رفض الظلم والتمردعلي الظالمين ويجعل ذلك دعاء يوميا للمسلم يجهر به في قنوته في الصلاة؛ فيقول مناج ربه:”نشكرك ولانكفرك ،ونخلع ونترك من يفجرك” والحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يقول( من رأي منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) إن من الخطأ الظن بأن المنكر ينحصر في الزنا وشرب الخمر ومافي معناهما،فهذا فهم خاطئ للحديث؛ بل الصحيح أن انتهاك كرامة الإنسان منكر مابعده منكر،والاستبداد وفرض الرأي منكر، وتكميم الأفواه منكر والفسادوالمحسوبيه والا ختلاس واستغلال السلطة منكر، ومنع الناس من ممارسة حقوقهم منكر، وحبس الناس بغيرحق منكر، ،والتملق للحكام الظلمة منكر، وهكذا تتسع دائرة المنكرات لتشمل كثيرا ممايعده الناس في صلب السياسة.
أحبابي في الله: ذكرت ما سبق لأقول: إن مقاومة الظلم والاستبداد أمرمشروع بل واجب تؤكده نصوص الكتاب والسنة وأنه من أفضل أنواع الجهاد،وأن ديننا يرفض الركون إلي الظلم ويرفض الذل والخنوع -ويربي أتباعه علي العزة والكرامة والتمسك بحقهم في إقامة العدل والحرية والشوري والكرامة الإنسانية والحكم الراشد. ويغرس فيهم مقاومة من يعتدي علي هذه الفرائض؛ لقدضرب أهل السودان عبر تاريخهم الطويل
المثل الأعلي في مقاومة الظلم والطغيان فقاوموا الاحتلال وهزموه بقيادة مهدي الله وحرروا السودان التحريرالأول1885م وبعد سقوط الدولة ظلت شرارة المقاومة متقدة حتي تحقق الاستقلال الثاني ،وقاوموا كل الأنظمة الدكتاتورية التي جثمت علي صدر هذا الوطن؛ من نظام عبود ونميري، وهذا النظام منذ مجيئه وقف الشرفاء الوطنيون
مقاومين لسياساته ونهجه في إدارة الشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي رافضين تلك السياسات التي أذلت إنسان السودان وأفقرته؛وقسمت وطنه- وأضاعت سيادته- وعزلته عن محيطه الإقليمي والدولي” ودفعوا ثمن تلك المقاومة سجنا واعتقالا وتضييقا وتشريدا ونزوحا وكان لسان حالهم يقول :
نشأنا أمة تسعي لنيل العز والمجد*
وماطأطأنا رؤوسنا لغير الواحد الأحد*
ومابايعنا أفاكا برفع الصوت والأيدي*
فهيا يا أخي هيا فإن الصمت لايجدي*
قبيحا أن تري ظلما وتبقي السيف في الغمد *
وأقبح منه أن ترضي بحكم الظالم الفرد”
قال صلي الله عليه وسلم:” اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه” وقال:” إذا عجزت أمتي أن تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منها” أو كما قال:يغفرالله لي ولكم ولسائر المسلمين.

الخطبة الثانية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه”
قال تعالي( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا )
أحبابي في الله:

“بلادنا اليوم تمر بظروف حرجة بالغة التعقيد: حروب في أجزائها، وفساد مستحكم في مؤسساتها، وإحباط محيط بشعبها ،وعدم رضى معظم مواطنيها، ونظام حكم متشبث بالسلطة مايقارب ال 30عاما، نتيجتها ما نعيشه اليوم من ضيق في المعيشة، وغلاء فاحش، وانهيار إقتصادي، وصفوف متراصة وطويلة في البنوك والمخابز وطلمبات الوقود وتعطيل الزراعة وخراب الصناعة وهجرة ثلث سكان الوطن إلي خارجه،إضافة إلي انشطار الوطن وضياع سيادته” إن أهل السودان يجأرون اليوم من ظلم الإنقاذ فقد أذاقتهم مر العيش ، حيث مارست عليهم الظلم بكل أنواعه بدءًا بحرمانهم
من الحرية وسلبهم إراتهم، وانتهاك كرامتهم، فمنذ1989
أُزهت مئات آلآلاف من الأرواح ،وشرد الملايين نزوحا ،ولجوءاً،ودمرت كل البنيات التحتية:
من مشاريع وغيرها،واليوم فإن جميع أهل السودان في جميع ولاياتهم وانتماءاتهم أدركوا أن لا إصلاح ولاتنمية ولا تقدم
في ظل إدارة هذا النظام ولذلك هبوا من أجل استرداد كرامتهم التي سلبت وانتهكت؛ سعيا لتحقيق تطلعاتهم التي لخصها حكيم الأمة الحبيب الإمام الصادق المهدي في ما اقترحه من روشته للخلاص الوطني: وهي: وقف الحرب وتسهيل وصول الإغاثات،وإطلاق سراح
جميع المحبوسين والأسرى، وقيام حكومة قوميةذات برنامج محدد برئاسة وفاقية وتصفية دولة الحزب لصالح دولة الوطن وتحقيق العدالة وعقد المؤتمر الدستوري وإقامة نظام ديمقرطي شامل وسلام عادل،
أحبابي في الله:

إن هبة أبناء الشعب الحالية تؤكد الاتي
1/ أن النظام الذي يحكم السودان اليوم فقد كل مقومات وجوده وما عليه إلا التنحي فورا فالله تعالي يقول:” إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا “

2/هذاالتحرك الشعبي الكبير يؤكد مرة أخري أن جينات رفض القهر والظلم يحملها كل سوداني في داخله ولن تنته بإذن الله.
3/ هذاالتحرك التلقائي شاركت فيه كل ولايات السودان، فهو يمثل الرأي الجمعي لأهل السودان مما يؤكد أن البناء القومي بدأ يتشكل.
4 هذا التظاهر والحراك جاء سلميا ورفع شعارا
موحدا يطالب برحيل
النظام، وأما التجاوزات التي حدثت فربما وراءها من أراد تشويه هذه الإنتفاضه السلمية ولكن أصحاب القضية فوَّتوا ذلك بوعيهم.
5/ إننا ندين ونستنكرالبطش والعنف المفرط الذي قوبلت به هذه التظاهرات السلمية،
كما ندين بشدة القمع والمضايقات التي يتعرض لها الصحفيون. ونقول:إن التظاهر السلمي حق مشروع يقره الإسلام ويكفله الدستور، وتنص عليه المواثيق الدولية، وتؤيده الفطرة الإنسانية، ونعتبر هذاالعنف الذي مورس ضد المحتجبن انتهاك لحرية التعبير، ولحرمة وكرامة النفس الإنسانية.،
كما نترحم علي أرواح الشهداء في عطبرة والخرطوم والجزيرة أبا والقضارف وكريمة والعبيدية وبربر وغيرها من الذين صعدت أواحهم إلي باريها فداء للوطن وانتصارا للكرامة.
قال تعالي ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).
6/إننا نطالب بإطلاق سراح جميع المعتقلين من أبناء
شعبنا ومنهم الأحباب: أئمة مساجدالأنصار في ربك والجزيرة أبا والدويم.
7/إن اتهام المواطنين بالخيانة والعمالة والإرتزاق أمر مرفوض
ولايليق أن يوصف به
أهل السودان فالرسول صل الله عليه وسلم يقول:” شرار أئمتكم الذين تلعنونهم ويلعنونكم”
8/ وأخيرا يبدو أن إرادة الله وقدره قد تجاوبا مع إرادة أهل السودان قال تعالي ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ ).
أحبابي في الله:،
السودان اليوم كما أسلفنا؛ يمر بمنعطف حرج يتحدد مستقبله بمواقف قواه السياسية لذا المطلوب الآن أن يرفع الجميع
راية الوطن بعيدا عن المزايدة وتضخيم الذات والإقصاء والتلفيق؛ الشعارالمطلوب الآن:(لوطن يسع الجميع)
و(الإنسان الحر يقرر مصيره،)،كما إننا نوجه هذاالنداء لكل من يعتدي علي حرمة النفس أيا كان نوع الإعتداء ؛ ماذا تقول لربك غدا وغدا ليس ببعيد؛ في ذلك اليوم الذي تُذهل فيه كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حملها في هذا اليوم لاتجد من يحميك وجاء في الأثر
“من أعلن علي قتل مسلم ولو بشطركلمة لقي الله مكتوبا ببن عينيه آيس من رحمة الله”، ونقول لحكام اليوم : حكمتم السودان ثلاثة عقود وهاهي نتيجة حكمكم، كما ذكرنا آنفا “فإن كان في الحكم متعة فقد أخذتم مافيه الكفاية”
وإن كان الحكم أمانة وخزي وندامة فاتقوا الله في هذا الوطن وشعبه واتركوا الحكم فإن في أهل السودان من هو خير وأعدل وأرحم منكم”
،اللهم يامن تحل بذكره عقد النوائب والشدائد ؛ يامن إليه المشتكي وإليه أمر الخلق عائد؛ ياحي ياقيوم ياصمد أنت العليم بما بلينا به وأنت عليه شاهد أنت الرقيب علي العباد وأنت في الملكوت واحد أنت المنزه بابديع الخلق عن ولد ووالد أنت المعز لمن أطاعك والمذل لكل جاعد إنادعوناك والهموم جيوشها لقلوبنا تطارد ففرج عنا بلطفك يامن له حسن العوائد فخفي لطفك يستعان به علي الزمن المعاند أنت الميسر والمسبب والمسهل والمساعد يسر لأهل السودان فرجا قريبا ياإلهي لاتباعد وكن ناصرهم فلقد يئسوا من الأقارب والأباعد.
اللهم ياقاهر فوق كل قاهر وياغالب غير مغلوب وياقاهر الجبابرة العظام نسألك ان تقهر الطغاة وتزلزل ملكهم وتنصر المظلومين نصرا عاجلا . اللهم أرم الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين ووحد الكلمة وأحقن الدماء وأعلى رايات العدل والحرية والكرامة ياحي ياقيوم.

شارك:

منشور له صلة

الاسبوع السياسي التعبوي

الاسبوع السياسي التعبوي

حزب الامة القومي ولاية جنوب دارفور الاسبوع السياسي التعبوي الله أكبر ولله الحمد انطلق ظهر اليوم السبت الاسبوع السياسي التعبوي لحزب الامة القومي...

قراءة المزيد