العدالة والمصالحة والانتقال الديمقراطي في السودان بمنتدى الثلاثاء الاسبوعي بدار الامة

20 سبتمبر، 2018

العدالة والمصالحة والانتقال الديمقراطي في السودان بمنتدى الثلاثاء الاسبوعي بدار الامة

20 سبتمبر، 2018

دعوة الي تشكيل هيئة وطنية للحقيقة والمصالحة، تقدم تجربة سودانية خاصة

محكمة الجنائيات الدولية تنظر في الجرائم التي احيت لها، وهناك حاجة الي آليات تكملية أخرى تختص بمحاكمات ومصالحات بغية معالجة بقية الانتهاكات التي ارتكبت في كل انحاء السودان

الحقيقة والمصالحة بالضرورة النظر في كل المظالم التاريخية، وتعزيز مبدأ عدم الافلات من العقوبة

النظر الي مبدأ العدالة في إطار الانتقال الديمقراطي الكامل كعملية متكاملة غايتها الاستقرار وعدم تكرار الانتهاكات

رصد: مصباح محمد احمد

 

 

 

 

 

 

 


أقامت دائرة الاعلام بحزب الامة القومي عصر اليوم الثلاثاء ١٨ سبتمبر الحالي الجلسة الحوارية الثانية من منتدى الثلاثاء الأسبوعي في نسخته الثالثة، والذي أمه عدد من قيادات وكوادر الحزب في مقدمتهم الحبيب الفريق صديق محمد اسماعيل نائب رئيس الحزب.

 

 

 

حيث استعرض الحبيب عبدالحليم عيسى تيمان ورقة علمية بعنوان: كيف يمكن تحقيق العدالة والمصالحة والانتقال السياسي في السودان؟ تناولت الورقة مقدمة تعريفية عن ماهية العدالة الانتقالية ودورها في تحقيق المصالحة والانتقال السياسي في السودان. وتناول المحور الاول عمليات المصالحة التي جرت في بلدان جنوب أفريقيا وغواتيمالا ورواندا، وكيف نجحت عمليات المصالحة والعدالة الانتقالية في تلك البلدان، وكيف أنها استطاعت تحقيق السلام ورد الحقوق واعادة إدماج المجرمين والضحايا في الحياة العامة ورسخت التعايش السلمي.

وناقش المحور الثاني تطورات الوضع في دارفور قضايا العدالة ودور اطراف النزاع، حيث قدمت الورقة سرد تاريخي للصراع في دارفور وأسبابه ونشأة الحركات المسلحة كحركات مطلبية محصورة في حدود جغرافية، وطرحت الورقة سؤال عن مدى أهلية أطراف النزاع لتبني قضايا مناطق دارفور؟ وتساءلت عن هل هذه الأطراف معنية بالمناطق والقضايا الأخرى ام فقط دارفور حتى يكون لها صلاحية تشكيل خارطة مستقبل الوطن ككل. المحور الثالث تطرق للأهداف الأساسية للمصالحة الوطنية، والتي تتمثل في (بناء الدولة الجديدة، وتوضيح مفهوم الهوية الوطنية، وإيقاف الحروب وبناء مجتمع معافى، محاربة الفساد الإداري والمالي والسياسي. وفي محورها الرابع تناول الورقة عملية الانتقال السياسي، وحددت طريقتين لذلك، اما التوصل لتفاهمات بين القوى السياسية المعارضة والحكومة من أجل الوصول لانتقال سياسي يحقق الأهداف المذكوره آنفا، او مواصلة مقاومة النظام حتى إسقاطه عبر انتفاضة شعبية، كما تحدثت الورقة عن اهمية السياسة الأقتصادية البديلة في عملية الانتقال السياسي. وتتبع المحور الخامس خطوات العدالة والمصالحة في السودان، وضرورة إيجاد آليات تنظر في كل الانتهاكات الواسعة والمظالم التاريخية، واستعرضت الورقة النتائج المبهرة التي حققتها تجربة رواندا وجنوب أفريقيا وغواتيمالا، وساهمت في تعزيز المسار الديمقراطي وتكريس العدالة وسيادة حكم القانون وكيفية البناء عليها لتقديم نموذج سوداني.
كما تناولت الورقة المحكمة الجنائية الدولية كآلية للنظر في محاكمة الجناة المتهمين في قضية دارفور، وعابت الورقة علي المحكمة مرور أكثر من ثلاثة عشر عاما من انتظار العدالة، وبالرغم من ذلك فإن المحكمة لن تنظر في كل المظالم التي حدثت في السودان، مما يستوجب وجود آليات أخرى لتحقيق العدالة. وتناولت الورقة أهمية الاستفادة من الموروث من العادات والتقاليد المحلية من أجل تعزيز العدالة والمصالحة وتناولت منها نماذج(مبادرة الاجاويد، مبادرة النفير، مبادرة المساهمه الجماعيه، مبادرة الضرا، مبادرة الفزع، مبادرة الراكوبة، مبادرة المصاهرة).
ونبهت الورقة لأهمية الاستفادة من هذه المعاني والعادات في التصدي للتحديات الخاصة بالصراعات القبلية من أجل تعزيز التعايش في مابعد مرحلة النزاع. وقدمت الورقة توصيات في عملية العدالة والانتقال السياسي اهمها:
الاستفادة من التجارب التاريخية في مجال العدالة.
اهمية فهم طبيعة الصراعات واطرافه.
ومعالجة الظروف التي أدت حدوث الصراع.
وخلق الارتباط والتفاهم بين المكونات الاجتماعية والسياسية من أجل الضغط على النظام واجباره على قبول التسوية والانتقال السياسي.
وبناء توافق بين القوى السياسية حول الاجندة المتعلقة بالسلام والعدالة والانتقال السياسي.
وإعطاء المجتمع الفرصة الكافية للتعبير عن قضاياها بحرية.
والاتفاق بين الأحزاب السياسية على ميثاق شرف يحدد مسلمات العدالة والابتعاد عن الانتقام.

عقب إستعراض الورقة دار حوار ونقاش مثمر من قبل المشاركين والمشاركات، أ ضاف للورقة جوانب عدة.
حيث ابتدر النقاش الحبيب عبد الجليل الباشا مركزا علي ضرورة تحرير المصطلحات والمفاهيم كمدخل لفهم العدالة الانتقالية وابعادها ومهمتها في الانتقال من الشمولية الي الديمقراطية ومن الحرب الي السلام، وتحدث عن معوقات العدالة الانتقالية واهمها طبيعة النظام الرافض للاعتراف والارادة السياسية وتعقيدات الازمات، وتطرق ايضا الي ضرورة وضع تصور عملي يستصحب طبيعة الصراع والجرائم التي ارتكبت وكيفية مواجهتها بشجاعة لكي تحقق واقع افضل بعد الانتقال.

من جانبه تسأل د.فاروق البدوي عن دور المجتمع المدني في الانتقال وإدارة عمليات الحقيقة والمصالحة.

الحبيب أحمد عبدالوهاب المحامي تطرق في مداخلته الي ضرورة بناء منظومة متكاملة من القيم والمعاني القانونية والسياسية والاجتماعية والتعبئة عبر لترسيخ مفهوم العدالة كمدخل لبناء هوية جامعة تعيد العقد الاجتماعي للسوداني، وتحدث عن دور الاحزاب في التنوير والتعريف بالعدالة الاجتماعية كعدالة شاملة تخاطب المستقبل وتضمينها في برامجها السياسية.
الحبيب مصطفى آدم احمد تسأل عن انواع الجرائم التي يجب ان تنظر فيها المحكمة الجنائية الدولية واعلان الموقف حيالها بوضوح شديد كنوع من التطور الحقوقي الدولي الذي يجب تعزيزه، وأهمية تصنيف انواع الانتهاكات وتحديد كيفية التعامل معها بأشكال متنوعة من العدالة.
فيما ركز الناظر الصادق بابو نمر علي أهمية استدعاء التجارب الوطنية، وأخذ الدروس المستفادة من تجربة رواندا بالتحديد لقربها من الواقع السوداني، وتصميم نمودج سوداني يضيف للتجارب العالمية.
وتسأل الحبيب على يوسف في مداخلته عن من هم المجرمين؟ ومن هم الضحايا؟ مشيرا الي ان قواعد حزب الامة القومي من اكثر المتضررين والضحايا وارتكبت في حقهم جرائم بشعة، وأن رموز الديكتاتورية يمثلون المجرمون الحقيقيون، مما يتطلب ان تكون مسألة تحقيق العدالة من اولويات حزب الأمة القومي.


من جانبه نظر الحبيب الجميل الفاضل الي تعقيدات قضايا العدالة في السودان، لتداخلاتها مع قضايا الحكم وقضايا الفكر الاحادي والبعد الاجتماعي والثقافي، وطبيعة اهل السودان في التعامل مع هذه القضايا بالثأر تارة والمسامحة والعفو تارة أخرى، بمعني ان تنوع النظر لها من مجتمع الي مجتمع آخر مما تستدعي عملية تنويرية واسعة لاستيعاب مرامي العدالة الانتقالية، واشار ايضا الي ان بالاضافة الي الجرائم ذات البعد الشخصي هنالك جرائم مرتبطة بالنهب والسلب الجماعي للثروات والموارد والازلال والفساد ليس بعيدة عن معاني العدالة المطلوبة.

 

الحبيب عبدالرحمن علي عبيد تحدث عن العدالة كعملية انتقال وليس انتقام، وان يؤسس لها بصورة شاملة بعيدا من النظرة الضيقة.

 

 


فيما راي الحبيب عروة الصادق أهمية النظر الي أسباب وجذور ارتكاب الجرائم والتي ارجعها الي طبيعة النظام الدكتاتوري الاجرامي، وأن التاكيد علي ضرورة محاكم المجرمين في لاهاي مهمة لأتقبل انصاف الحلول، وان مواجهة النظام بجرائمه لا يتناقض مع النظر في بقية القضايا عبر آليات أخرى، وأن العبرة في تجارب الاخرين مطلوبة ولكن الجرائم التي ارتكبها النظام جرائم إستهدفت تدمير السودان بإعطائها أبعاد عنصوية وأخري مرتبطة بالتمكين والاقصاء وتشويه الشخصية السودانية.

في الوقت ذاته شدد الحبيب منصور حسن علي أهمية مثل هذه النقاشات ودورها في بناء وعي جمعي يمهد الي بناء السودان من جديد علي أسس المشاركة والمساواة والعدالة، وأن دور حزب الامة القومي محوري واساسي يوجبه ارثه التاريخي ومشروعه السياسي لمستقبل السودان الموحد.

 

الحبيب حاتم خورشيد المحامي تحدث عن ضرورة النظر للعدالة الانتقالية في اطار قانون وتشريع وقضاء يمكن الضحايا من مواجهة المجرمين واسترداد الحقوق ويعزز سيادة حكم القانون، وأن البعد القانوني أساس العملية والدرس المستفاد من التجارب كلها أن تأخذ العدالة مجراها ومن ثم تتم اجراءات العفو والصفح، وهذا لا يقلل من الدور السياسي في أختيار لجان الحقيقة والمصالحة والتي يتم اختيارها بالتوافق مع الاخذ في الاعتبار مشاركة المراة لوجود قضايا الاغتصاب وغيرها من قضايا الجندر، وأكد علي اهمية المحكمة الجنائية والمحاكم الأخرى بغية ترسيخ مبدأ تحقيق العدل الاجتماعي.


الدكتورة إخلاص خليفة أشارت في تعليقها الي الربط الموضوعي للعدالة المنشودة بحسم قضايا الهوية الوطنية الجامعة.


الاستاذة رجاء بابكر تحدثت عن مطلوبات التفريق ما بين الجرائم التي ارتكبها النظام ورموزه والتي تتطلب محاكم دولية ووطنية رادعة والجرائم الناتجة عن صراع قبلي والتي تتطلب تفعيل الاعراف والتقاليد ولجان المصالحات القبلية.
وختم الحبيب عمر حامد الجبلابي الذي أدار الجلسة بإقتدار، معددا مساهمات حزب الامة القومي في رفع الوعي بقضايا المواطن والوطن، وأن ابتدار حركة سياسية وتثقيفة شاملة للنظر في كل قضايا السودان، مما يجعله مؤهل الي طرح بدائل في كل المجالات لاسيما قضايا العدالة والمصالحات، وان رؤية الحزب تحكمها أبعاد التاريخ وإستهداف الحاضر والتطلع القومي لبناء سودان المستقبل، فهي ليس حبيسة قضية معينة او نظام معين ولا تخضع للإبتزاز والمزايدة.

 

في نهاية المنتدي شكر الحبيب عبدالحليم عيسي تيمان كل المشاركين وأكد علي ان كل المساهمات مشرقة وسوف تضمن في متن الورقة التي كتبت بصورة علمية لكي تفتح التساؤلات وتقدم رؤوس أقلام للإجابات بغية جعل موضوع العدالة والانتقال محل نظر دائم الي حين نراها واقع يمشي بين الناس.

الجدير بالذكر أن المنتدي وجد تفاعل كبير وسط قيادات وكوادر الحزب، وسوف يتناول في جلسته القادمة يوم 25 سبتمبر ورقة مهمة للغاية حول “السودان.. خيارات الخروج من النفق المظلم” يقدمها الحبيب الدكتور ايراهيم الامين نائب رئيس حزب الأمة القومي.

دائرة الإعلام

 

 

شارك:

منشور له صلة

الاسبوع السياسي التعبوي

الاسبوع السياسي التعبوي

حزب الامة القومي ولاية جنوب دارفور الاسبوع السياسي التعبوي الله أكبر ولله الحمد انطلق ظهر اليوم السبت الاسبوع السياسي التعبوي لحزب الامة القومي...

قراءة المزيد